محمد الخيبري
في خضم الترقب الجماهيري الذي يسبق أي مشاركة للمنتخب السعودي الأول تتجه الأنظار هذه الأيام إلى المعسكر التحضيري الذي يسبق انطلاق صافرة البطولة العربية FIFA التي ستقام على أرض قطر الشقيقة.
لا يُخفى على أحد أن هذه البطولة تمثل اختباراً حقيقياً لـ «الأخضر» قبل الاستحقاقات الكبرى القادمة، خاصة وأنها تقام تحت مظلة FIFA وبتنظيم يضاهي كأس العالم..
لقد وضع المدير الفني الفرنسي، إيرفي رينارد، خطة إعداد مكثفة تهدف إلى الوصول باللاعبين إلى أعلى درجات الجاهزية البدنية والفنية، والأهم، خلق ذلك الانسجام التكتيكي الذي يميز الفرق الكبرى..
وشهدت بداية المعسكر نتائج مشجعة ومثيرة للشهية الكروية..
كانت المحطة الأولى في هذه التحضيرات هي المواجهة الودية المثيرة أمام منتخب ساحل العاج القوي، وهي مباراة عكست مدى جدية المنتخب السعودي في التعامل مع هذه الفترة..
لم تكن المواجهة سهلة، بل كانت اختباراً حقيقياً للقوة والتحمل والالتزام التكتيكي..
انتهت المباراة بفوز مستحق لـ«الأخضر» بهدف نظيف، لكن الحديث الأهم لم يكن عن النتيجة بقدر ما كان عن مسجل الهدف النجم الصاعد «صالح أبو الشامات»..
هذا الهدف لم يكن مجرد تسجيل نقاط، بل كان إعلاناً عن ميلاد موهبة سعودية جديدة قادرة على حمل لواء الهجوم..
أبو الشامات، بلمسة واحدة من فنان، وضع الكرة في الشباك ليؤكد أن دكة بدلاء المنتخب تزخر بخيارات شابة وواعدة قادرة على إحداث الفارق في أية لحظة. لقد كانت لحظة مجد فردي أضاءت على جهود جماعية مضنية..
مع ارتفاع حرارة الاستعدادات، ترقبت الجماهير السعودية المواجهة الودية التحضيرية الثانية، والتي كانت بمثابة قمة كروية، ضد حامل لقب كأس الأمم الأفريقية، منتخب الجزائر الشقيق..
مع اقتراب موعد القمة الودية الثانية ضد المنتخب الجزائري الشقيق، ازدادت سخونة الأجواء بتصريحات المدير الفني رينارد..
في المؤتمر الصحفي الذي سبق المواجهة المنتظرة ضد «محاربي الصحراء»، أطلق المدرب الفرنسي إشادة مدوية وغير مسبوقة بحق قائد المنتخب، الأسطورة الآسيوية سالم الدوسري الذي سيخوض اللقاء الدولي رقم «100» مع المنتخب الوطني..
رينارد يصف الدوسري: «سالم الدوسري» ليس مجرد اسم أو نجم، إنه أحد أفضل اللاعبين الذين عملت معهم على الإطلاق، سواء في إفريقيا أو آسيا..
قيمته تتجاوز الجانب الفني؛ هو مثال للالتزام والشغف. وجود لاعب بهذا الحجم، يعرف كيف يحفز زملاءه ويقودهم في الأوقات الصعبة، هو ثروة لا تقدر بثمن. سالم هو رمز لهذا المنتخب..
هذه الإشادة المباشرة والواضحة من المدرب تأتي لتؤكد الدور المحوري للدوسري، الذي يتوقع أن يكون سلاح رينارد الأهم في البطولة، سواء ببصمته الفنية أو بروحه القيادية التي ترفع سقف التحدي أمام خصم بحجم الجزائر..
وقد احتضن استاد مدينة الأمير عبد الله الفيصل التاريخي في جدة هذا اللقاء المرتقب، والذي جاء في توقيت مثالي لقياس مدى تطور «الأخضر»..
وقد ظهر المنتخب الجزائري بالفريق القوي والمنافس وكانت المباراة بالطابع التكتيكي بين الفريقين مما جعل من الفرص الخطيرة محدودة بين الفريقين لانحسار اللعب بمنتصف الملعب ..
وكان التعادل السلبي حاضراً طوال فترات المباراة نظراً للحذر الشديد الذي ظهر به الفريقان والاعتماد على الجمل التكتيكية والمحافظة على الكرة ومحاولة افتكاكها من المنافس بدون أخطاء حتى الدقيقة الخامسة والسبعين والتي دونت أول أهداف اللقاء للمنتخب الجزائري عن طريق قائده التاريخي ونجم فريق الأهلي السعودي « رياض محرز» من نقطة الجزاء ..
استمرت المباراة بعد الهدف بسيطرة سعودية وضياع فرص خطيرة أمام المرمى الجزائري حتى الدقيقة الخامسة والثمانين التي شهدت غفلة دفاعية نتجت عن هدف جزائري ثاني بمثابة العقوبة على ضياع الفرص السهلة..
بالمجمل، التجارب التحضيرية للأخضر للبطولة العربية القادمة تعتبر مريحة نظراً للتجانس الواضح بين لاعبي ونجوم الاخضر على أمل معالجة الأخطاء في خط الدفاع ومعالجة اهدار الفرص السهلة..