م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - القرار السياسي هو الذي دمر معظم دول العالم العربي، والقرار السياسي هو الذي سوف يعيد بناءه.. والكلام بأن التنوير يأتي ببطء وينمو بتدرج، وهو الذي في النهاية سوف يؤثر على القرار السياسي كلام غير مقبول.. فنحن في العالم العربي لا نملك فسحة من الوقت لأننا نتراجع بوتيرة عالية حتى أصبحنا (غثاء كغثاء السيل) كما أخبر الرسول الكريم.
2 - العالم العربي في حاجة إلى مستبد عادل، قائد له رؤية وله مستهدفات مدونة على الورق، ويعمل عليها ليحققها ولا يسمح لأي أحد كائناً من كان أن يقف أمام تنفيذها.. العالم العربي بحاجة إلى قائد يعمل وفق معايير العالم المتقدم لا معايير القبيلة والعادات والتقاليد والموروث التاريخي.. قائد لديه رؤية لكل جزء من أجزاء الوطن لا يركز على جزء ويهمل آخر.. قائد يحوكم كل مرحلة، ويطبق عليها أرفع وأقصى آليات الحوكمة ولا يسمح بالتراخي والتهاون أو التأجيل والتسويف.
3 - المجتمعات العربية اليوم في حالة قلق من المستقبل، مع شعور عالٍ بعدم الأمان، والخوف وعدم الثقة بالقادم، مع إحساس بأننا كالكرة يتقاذفها المجرمون والأفاقون والمصلحيون دون رادع أخلاقي أو وازع ديني أو نظام يحمي الناس.. المجتمعات العربية اليوم لا تملك سوى الصياح والنواح والعويل والشكوى والتذمر واتهام الآخرين بالتآمر علينا، وكأننا كالأنعام السائبة التي لا تملك من أمرها شيئاً.
4 - العرب اليوم أفراداً وجماعات يحورون ويدورون ويصعدون ويهبطون في مكانهم لا يغادرونه، مع ضحالة في التفكير وسطحية في الرؤية، تتحكم بهم مشاعر الغضب والخوف وانعدام الثقة بالنفس والشعور المتدني بالاستحقاق مع شعور عالٍ بالذنب، فهذا ما جنيناه على أنفسنا بعجزنا وخنوعنا وضعفنا الذي جعلنا نشعر بالدونية تجاه العالمين.
5 - المجتمعات العربية اليوم تعيش مرحلة انحطاط عجيبة، حيث ترتفع فيها غوغائية القومية وشوفينية الأصولية وتطرف المذهبية حتى صار الولاء للأجنبي فوق الوطنية، والتضحية بالوطن في سبيل الأجنبي فخراً، وتدمير الوطن على الجميع وفق قاعدة «علي وعلى أعدائي» بطولة.. لقد أصبح المواطن العربي مستلب العقل، اختلت لديه الرؤية، وأصبح في سلوكياته ومعتقداته وآماله وطموحاته مثل أي إنسان بدائي سُدَّت أمامه الآفاق فصار كل طموحه أن يُدَمَّر الآخرون معه لا أن ينجو هو من الدمار.
6 - المواطن العربي اليوم أصبح كائناً بلا قيمة ولا أهمية، كل دول الجوار تحركه وتوجهه لمصلحتها وضد مصلحته.. وأصبحت حكومات تلك المجتمعات العربية مجرد وكلاء لدول أجنبية تحت مسميات وأغطية هلامية، لكنه من وهنه يراها غطاء محكماً يحجب النور والمعرفة، وما عليه سوى الاستجابة والسير في الطريق الذي يريدونه لعله ينجو بنفسه وأسرته.