عبدالله سعد الغانم
يعيش الإنسان في هذه الحياة وتعتوره صعوباتها وعقباتها ومشكلاتها.. وهذا كله من طبيعة الحياة بدليل قول الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) ويؤيده قول الشاعر:
طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها
صفوًا من الأقذاء والأكدارِ
وإنه ليخفف من هذه الصعوبات ويجعل صاحبها يواجهها بثبات وعزيمة هو استعانته بالله تعالى ولجوئه إليه مع تقوية صلته بربه، محافظًا على صلاته ومتقويًا بذكر ربه كما أنَّ هناك سببًا مؤثرًا في تغلبه على عقبات الحياة وصعوباتها ألا وهو الأصحاب الصادقون والأحباب المخلصون والأصدقاء المتميزون، ممن أحسن المرء اختيارهم فهم بلسم للجراح وعون على الشدائد وإنْ كانوا قليلاً:
جزى الله الشدائد كلَّ خيرٍ
وإنْ كانت تُغصصني بريقي
وما شكري لها حمدًا ولكن
عرفتُ بها عدوي من صديقي
هذه الفئة الطيبة حين يقفون معك إنما يقفون ابتغاء وجه الله لا مصلحة شخصية أو منفعة دنيوية، حقًا إنهم زينة الحياة وسرٌّ من أسرار السعادة فيها، فحين يخطرون على البال تفترُّ من الشفتين ابتسامة الرضا والمحبة وتشتاق العين لرؤيتهم وتطمح النفس لمجالستهم والأنس بحديثهم، وليتهم يكثرون ثم يكثرون ثم يكثرون وهنا لهم من صميم فؤادي هذا الشعور الأخوي:
أحبابُ قلبي هم لروحي بلسمُ
وإخاؤهم في ذي الحياةِ المغنمُ
هم أهلُ صدقٍ والوفاءُ قرينُهم
ولهم فؤادي في اللقا يتبسَّمُ
في الخيرِ سبقٌ للأحبةِ قد رجوا
أجرًا سيُهديه الكريمُ المُنعمُ
قد أدركوا أنَّ الحياةَ قصيرةٌ
فسموا إلى الجنَّاتِ حتى ينعموا
لله أنتم ! دمتُمُ في نعمةٍ
وعسى إلهي للأحبةِ يُكرِمُ