محمد بن عبدالله آل شملان
لطالما أصبح للبذل والعطاء ضروب متعددة، وحينما تقترن بالحكمة والرؤية المستدامة، يتمثل في منهج وطريقة حياة، ويبقي أثره الجميل في الأفراد والمجتمعات، وهذا ما تبنته حرم سمو ولي العهد صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز، التي أخذت من العمل الخيري منهجاً ثابتاً يساعد في تحقيق التنمية والتمكين بتنوع أشكاله.
لقد أخذت سمو الأميرة سارة على عاتقها تمكين الأفراد ولا سيما الشباب وذوي الإعاقة، وتشجيعها المبادرات الإنسانية النبيلة التي تقدمها الجمعيات النسائية في مجال تمكين المرأة ودعم القطاع غير الربحي، انطلاقاً من تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتعزيزها العمل الخيري، جاعلة الإنسان مرتكزاً لخططها الإنسانية، حتى أصبحت مؤخراً لاعبة مثالية في عمل البر والخير على الجانب الوطني، ولتكون سموها بكل تواضع أحد غصون شجرة خير السعودية اليانعة والمثمرة.
سموها تعمل بكل تكامل وتعاون لخدمة المجتمع، وليس بمستغرب أن تكون جمعية النهضة في سعوديتنا الباسمة قد استفادت منها، أو وضعت فيه أثراً رائعاً، حيث تعطي سموها عناية ممنهجة ومستدامة، بتنمية المجتمع والقطاع غير الربحي، ودعمها لمبادرات تمكين فئة الشباب، وتمكين المرأة.
ومع إعلان تدشين الوقف الصحي صندوق دعم الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول، يأتي تبرعها بقيمة 10 ملايين ريال سعودي لذلك الصندوق، لتعكس التزامها بالعمل الإنساني، في تمكين الأطفال المصابين بالسكري من ممارسة حياتهم اليومية بثقة وأمان، بما يضمن تحسين حالتهم الصحية، ودعم أسرهم في التعامل مع متطلبات المرض، إنها رحلة من البذل والعطاء التي استهلت بنظرة حكيمة وجاءت لتلامس حياة الآلاف من الأطفال داخل المملكة.
وسيدعم تبرع سمو الأميرة عملية تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بهذا المرض المزمن في مختلف مناطق المملكة، من خلال تسريع وصول مضخّات الأنسولين الحديثة إليهم بما يخفف من الأعباء الصحية عليهم ويرفع كفاءة الرعاية المقدّمة لهم، حيث يستهدف الصندوق في مرحلته الأولى دعم 600 طفل سنوياً عبر توفير مضخّات الأنسولين المتقدمة التي تسهم في ضبط مستويات السكر في الدم وتقليل الحاجة إلى الحقن اليومية بما ينعكس إيجاباً على صحة الأطفال واستقرار حياتهم الأسرية والنفسية.
وفي الختام نتوجه لسموها بالقول: شكراً على لفتتك الكريمة، وشكراً على مبادرتك الإنسانية النبيلة، وعلى هذا التبرع السخي، وشكراً لكل خطواتك التي تحمل في طياتها التعاطف العميق، وأفعالك التي تبني الإنسان وتبعد عن كاهله صعوبات الحياة.