محمد العويفير
اقتربت مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب، وهذه البطولة تُعد بالنسبة لنا بطولة منتظرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليس لأنها فقط بطولة عربية تجمع الأشقاء، بل لأنها تمثل فرصة جديدة لعودة الأخضر إلى منصات الذهب بعد أكثر من عشرين عامًا من الغياب عن التتويج القاري أو الإقليمي.
أي بطولة يدخلها المنتخب السعودي بغضّ النظر عن حجمها أو تصنيفها الرسمي تظلّ مهمة بالنسبة لنا، فالمسألة لم تعد مرتبطة بالألقاب الكبرى بقدر ما هي مرتبطة برغبة جماهيرية في رؤية المنتخب السعودي يرفع كأسًا من جديد، نحن متعطشون لأي إنجاز، مهما كانت قيمته أو وزنه في خارطة البطولات.
خلال الأيام الماضية كنا نتابع أخبار المنتخب واستعداداته، وشاهدنا الحماس الكبير من الجماهير التي أبدت رغبتها في الذهاب إلى قطر، الدولة المستضيفة للبطولة لمساندة المنتخب ودعمه، وهذا التفاعل الجماهيري الجميل يؤكد أن الشارع الرياضي السعودي متحمّس ومترقّب، وأن البطولة مهما كانت طبيعتها تشكّل مساحة أمل جديدة لعودة الأخضر إلى الواجهة.
لكن الصدمة الكبرى جاءت من حيث لا نتوقع، فمن خلال جدول لجنة المسابقات في رابطة الدوري السعودي للمحترفين لاحظنا أن هناك جولة في الدوري مقررة بتاريخ 19 ديسمبر، أي بعد يوم واحد فقط من موعد نهائي البطولة المقرر في 18 ديسمبر.
هذا الترتيب الزمني يطرح سؤالاً محرجًا: هل لجنة المسابقات لا تتوقع أن يصل المنتخب السعودي إلى النهائي؟ هل فقدت الأمل في منتخبنا إلى هذه الدرجة؟
إذا كانت الجهة الرسمية المنظمة لكرة القدم المحلية لا تؤمن بقدرة المنتخب على الوصول إلى النهائي فماذا ننتظر من الجمهور؟ وكيف نطالب الجماهير بالحماس والمؤازرة بينما الرسالة الرسمية توحي بعدم التفاؤل أو حتى بعدم الاهتمام؟.
قد يقول البعض إن المسألة بسيطة، وأنه في حال تأهّل المنتخب سيتم تأجيل الجولة، ولكن الرمزية هنا أهم من التفاصيل. في مثل هذه القرارات الرسالة أهم من الجدول، عندما تضع خيار التأجيل مشروطًا بتأهل المنتخب للنهائي فأنت تبعث برسالة إيجابية واضحة: «نحن نؤمن بمنتخبنا وننتظر وصوله للنهاية.»
هذا ما رأيناه سابقًا عندما كانت الأندية السعودية تشارك في البطولات القارية والعالمية، حيث كانت لجنة المسابقات تضع خيارات بديلة وتؤجل الجولات احترامًا لتلك المشاركات.
فلماذا لا يُمنح المنتخب الوطني نفس الدعم والتفكير؟
إن الإيمان بقدرات المنتخب لا يعبَّر عنه بالكلمات فقط، بل بالقرارات أيضًا. وإن كنا نريد أن نعيد للأخضر هيبته فعلينا أن نبدأ من هنا، من الاحترام، والتفاؤل، والإيمان بقدرته على المنافسة حتى آخر لحظة، المنتخب السعودي لا يحتاج فقط إلى دعم الجمهور، بل إلى إيمان حقيقي من داخل المؤسسات الرياضية نفسها.
رسالتي:
قبل أن نحلم بكأسٍ يُرفع في الدوحة، علينا أن نرفع أولًا سقف الثقة بأنفسنا، فالمنتخب لا يحتاج لمن يصفق له بعد الفوز، بل لمن يؤمن به قبل البداية.
** **
- محلل فني