أ.د.عبدالله بن أحمد الفيفي
إِذا ما رَأَيْتَ النَّاسَ عَنْكَ تَحَوَّلُوا
تَحَوَّلْ، تَجِدْهُمْ مِنْ حَوَالَيْكَ أَقْبَلُوا
طَبَائِعُ نَفْسٍ ما يُطَاوِلُهَا البِلَى
ومَنْ كَانَ مِنَّا لا يَرَى النَّفْسَ أَحْوَلُ!
* * *
ولَوْ أَنَّ (قَيْسًا) لَمْ يُجَنَّ جُنُوْنُهُ
بِـ(لَيْلَى)، لَجُنَّتْ/ (قَيْسُ عَيْلَانَ) زُلْزِلُوا
ولَوْ أَنَّ تِلْكَ (الدَّوْدَحِيَّةَ)(1) حَلَّقَتْ
عَلَى الحُبِّ، لَمَ يَخْطُرْ قَنَا الغُصْنِ يَنْزِلُ
ولا قَتَلَتْهَا غَيْرَةُ الأَهْلِ، لا.. ولا
هَمَتْ في الأَغانِيْ دِيْمَةُ الخُلْدِ تَهْمِلُ
أتِلْكَ الفَتَاةُ اغْتَالَهَا الحُبُّ أَمْ هُمُ؟
فيَا طُوْلَ هَمِّ الحُبِّ! والظُّلْمُ أَطْوَلُ!
كَقِدِّيْسَةٍ، ظَنَّتْ سِهَامًا تَنُوْشُهَا
وُرُوْدًا، فَضَمَّتْهَا بِقَلْبٍ يُقَبِّلُ
فيَا وَيْلَ ما لاقَتْ مِنَ الوَيْلِ في الهَوَى
وكَانَتْ فَتَاةَ الحَيِّ والحَيُّ حُوَّلُ!
* * *
وكَمْ ذا يَرُوْعُ العاشِقِيْنَ تَمَنُّعٌ
ومَا هُوَ إلَّا رَوْعُهُمْ آنَ كُُبِّلُوا
تُعَادِيْ الفَتَى نَفْسُ الفَتَى في وُجُوْدِ مَا
يَوَدُّ، وقَلْبُ المَرْءِ لِلمَرْءِ يَقْتُلُ!
* * *
صَعِيْدٌ عَلَيْهِ كُلُّنَا فِي صعُوْدِنَا
ولكِنْ هُنَا كَلٌّ.. هُنَالِكَ كَلْكَلُ
فمَنْ عَزَّ بَزَّ السَّابِقِيْنَ، ومَنْ يَهُنْ
يُبَزَّ: صَرِيْمًا دِيْسَ والخَيْلُ تَصْهَلُ!
* * *
سَلَامٌ عَلَى الإِنْسَانِ أيَّانَ بُدِّلَتْ
مَعَاهِدُهُ الأُوْلَى وأَهْلُوْهُ بُدِّلُوا
وأَنَّى لِمَيْتٍ يَبْعَثُ المَوْتَ طَائِرًا
جَنَاحَاهُ نَارٌ مِنْ دَمِ الدَّهْرِ تُشْعَلُ؟
وما كَانَ أَمْسِ صَفْوَةَ العُمْرِ، إِنَّما
نَحِنُّ لذِكْرَى كالطُّفُوْلَةِ تَهْطِلُ!
(1) إشارة إلى مأساة تلك الفتاة اليَمنيَّة، من وادي (بنا). وعنها جاءت الأغنية الشهيرة «خَطَر غُصن القنا»، من كلمات (مطهَّر بن علي الإرياني).