د.محمد بن عبد العزيز الفيصل
من يقصد حائل فسيعرف سبب إعجاب شاعر المعلقات امرئ القيس بن حجر بهذه المنطقة الوضاءة؛ فبين جبل أجا الذي يتربع في الجهة الشمالية من حائل، وجبل سلمى الذي يزيّن الجهة الجنوبية، يبرز بهاء هذه المنطقة التي تأسر زوارها وقاطنيها بطبيعتها التي تحتضن اعتدال المناخ وتنوع الجغرافيا.
وفي ظهيرة يوم الثلاثاء الموافق 6/5/1447هـ، كُنّا على الموعد فوصلنا إلى مطار حائل فاستقبلتنا قلوب أهلها النقية قبل أن تصل إلينا نسمات هوائها الباردة الممزوجة بنقاء المكان وبهجة الزمان، فما إن خرجت أنا وسيدي الوالد أ.د.عبدالعزيز الفيصل من صالة الوصول، حتى استُقبلنا بتحياتٍ وترحيبٍ كريمين من أ.علي العريفي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أدبي حائل، وأ.عبدالحكيم التميمي، المدير التنفيذي للجمعية، اللذين ارتسمت على وجهيهما ابتسامات تعبر عن كرم الخلق ونبل السجايا.
فاصطحبانا إلى الفندق، وبعد استراحة قصيرة توجهنا إلى مقر جمعية أدبي حائل وهناك كان في استقبالنا د.نايف المهيلب، رئيس مجلس إدارة أدبي حائل وعدد من المثقفين والأدباء والأكاديميين، وبعد حفل استقبال قصير، انتقلنا إلى قاعة الجمعية، وافتتح المحاضرة المثقف أ.علي العريفي، الأمسية بكلمة رحب فيها بالحضور واستعرض فيها سيرة الضيف وعلق على موضوع المحاضرة تعليقًا أدبيًا فصيحًا يشنف الآذان والعقول، بعد ذلك ألقى والدي د.عبدالعزيز الفيصل، محاضرة تناول فيها طيء وبلاد الجبلين في عصر ما قبل الإسلام (العصر الجاهلي)، فكانت رحلة علمية ثقافية جغرافية ممتعة تنقل فيها -حفظه الله- بين أعلام منطقة حائل، وأماكنها الموغلة في التاريخ تلك التي يقول فيها امرؤ القيس:
تبيتُ لبوني بالقُريَّةِ أمنًا
وأسرحها غِبًّا بأكناف حائل
وبعد المحاضرة فُتح المجال للتعليقات وكان من أبرزها تعليق د.نايف المهيلب، الذي تناول فيه بعض المحاور التي تطرق إليها د.الفيصل في محاضرته، تلاه اللواء: سعود الشعلان الذي تحدث عن مصطلح (الجاهلية) وفصّل القول في الآراء التي تناولت هذا المصطلح، وهو بالمناسبة أحد خريجي كلية اللغة العربية بالرياض عام 1393هـ، وقد دعانا لزيارة مكتبته العامرة التي تضم أكثر من عشرة آلاف كتاب إلا أن الوقت لم يسعفنا، ومن التعليقات الثرية على المحاضرة تعليق د.عثمان العامر، الذي سعدت بحضوره لهذه الأمسية، إلى جانب عدد من مثقفي وأدباء حائل الكرام.
وقد تخللت زيارتنا لحائل جولات على بعض معالمها السياحية والجغرافية ومنها مطل جبل سمراء الذي زرناه صباح يوم الأربعاء، برفقة الشاب عمر الخوير أحد منسوبي النادي، وهو شاب مثقف وخلوق، وعلى معرفة تامة بتاريخ المنطقة وأعلامها، وعند وصولنا إلى مقر إدارة وضيافة المطل كان في استقبالنا رجل الأعمال: علي بن عبدالوهاب الفايز وابنه الشاب الخلوق عبدالوهاب، والتقينا هناك جمعًا من الأفاضل منهم أ.علي العريفي، واللواء: سعود الشعلان. فأخذنا أ.علي وابنه عبدالوهاب في جولة على المطل الذي يعد معلمًا سياحيًّا بارزًا في مدينة حائل، ووقفنا على موقدة علم حائل: حاتم الطائي، وقد سرني الجهد الاستثماري والسياحي المبذول في الموقع الذي أصبح مقصدًا للزوار من داخل المنطقة وخارجها.
وبعد أن انتهت زيارتنا للموقع بعد أذان الظهر بقليل اصطحبنا أ.علي العريفي واللواء: سعود الشعلان في جولة إلى قرية عقدة، ووقفنا هناك على أبرز معالمها الجغرافية، وقد أثلج صدري مستوى التطور الذي وصلت إليه حائل على الأصعدة الاقتصادية، والثقافية، والعلمية، والسياحية، ولهذا استحقت أن تكون مقصدًا شتويًّا متميزًا.
وبعد هذه الزيارة السريعة لمدينة حائل توجهنا إلى المطار وودعنا هذه المدينة الحالمة المزدهرة بإدارة المنطقة الفذة، وبأيادي أبنائها الكرام فجزيل الشكر والتقدير للكرام الذين غمرونا باهتمامهم ونبلهم د.نايف المهيلب، وأ.علي العريفي، على دعوتهما الكريمة، والشكر موصول لكل من سعدنا بلقائهم في هذه الزيارة أ.عمر الخوير، واللواء سعود الشعلان، ود.عثمان العامر، وأ.براك البلوي، ولكل النبلاء الذين التقيناهم في مدينة حائل.