خالد بن عبدالرحمن الذييب
لست ناقداً، ولست متخصصاً في الأدب، وغير متبحر في فن الرواية، ولكن ما أعرفه عن نفسي هو أني على الأقل هاوي قراءة، محب لفن القصة، أعشق التحليق في عالم الخيال، حتى وإن وقعت، فيكفيني شرف المحاولة، فالتاريخ سجّل لابن فرناس أنه أول من حاول الطيران مع أن النهاية كانت فاشلة.
باولو كويلو ...
قرأت روايتك «الخيميائي» منذ زمن ليس بقريب واحتفظت بفكرتي عنك حتى هذه اللحظة، واسمح لي أن أنقدك أو لأكون أكثر دقة أنتقد مادحيك، والذين عندما أتذكرهم وكلامهم المبالغ فيه، أجد نفسي متحفظاَ قليلاً ـ أو ربما كثيراً لا يهم ـ وتبدأ أفكاري تتجاذبني يميناً ويساراً، فهم لا يتجاوزون إحدى ثلاث حالات، إما أنهم قرأوها واستنبطوا أشياء لم أفهمها، وهذا جائز. أو أن ما اعتبروه فلسفة كانت أشياء جديدة بالنسبة لهم، ولكنها عادية بالنسبة لي، وهذا أيضاً جائز!. وأخيراً أن هناك من يردد كلام المدّاحين كالببغاء لجذب الانتباه إليه، وهذه أم المصائب. فالبعض عزيزي باولو يردد أي شيء على طريقة «سمعت الناس يقولون شيئاً فقلت»، فانتقلت عدوى المدح، وأصبح البعض يمدح لأن هناك من مدح قبله.
عزيزي باولو...
على الرغم من الاندهاش الذي انتابني في بداية الرواية ووصولاً إلى ما خطته أناملك وبطل القصة يتحاور مع الشمس، والريح، والصحراء، في حوار وإن بدا فلسفياً إلا أنه ذكرني بقصص كتب المطالعة إبان فترة الابتدائية، وبالثعلب الذي قال للغراب: أنشد فإن صوتك جميل. فأنشد الغراب وسقطت قطعة الطعام من فمه فأخذها الثعلب، وغيرها من القصص الشبيهة، والتي تحوي على حكم وفلسفة عميقة؛ ولكنها تناسب أعماراً معينة!.
عزيزي باولو...
أود أن أهمس في أذنك همسة، فعندما بدأت بقراءة الرواية، ووصلت إلى موضوع الحلم، والسيدة الغجرية، توقعت النهاية، فالقصة قديمة ومعروفة، سمعتها نقلاً عن جدتي رحمها الله، من أساطيرنا العربية القديمة، ومع تقديري لنجاحك في السرد والتسلسل، إلا أن الفرق الوحيد بين قصتك وقصة جدتي رحمها الله، هو أن بطل قصتك قادم من إسبانيا، أما بطل جدتي رحمها الله، آتٍ من أواسط نجد، وكلاهما كان يبحث عن كنزه في مصر!
أخيراً...
قرأت عنك كثيراً، وسمعت عنك أكثر، وأحسست بك كإحساس الغالي بانتظار غالية، انتظرتك حواسي وكأنها عاشق يبحث عن معشوقته، ولكن بعد اللقاء ... تمنى بأن «ليت اللي جرى ما كان»!!
ما بعد أخيراً ...
عزاؤك أن لك معجبين كثر... ولا عزاء للببغائيين.