فهد المطيويع
انتهى ديربي جدة كما يحب الأهلاويون، بفوز مستحق للأهلي رغم التحفّظ الكبير الذي طغى على المباراة. الأهلي حقق المطلوب، مع أنه كان بالإمكان تقديم مستوى أفضل لو لعب الأهلي بشخصيته المعروفة، ولكن مدرب الأهلي كان له رأي آخر عندما بالغ في التحفّظ أمام الاتحاد، رغم أن الأهلي يملك عناصر تتفوق على الاتحاد بمراحل. نشكر الحكم الذي سيطَّر على المباراة ومررها بسلام دون أخطاء مؤثِّرة.
وفي الحقيقة لا يمكن تجاهل أهمية الجمهور في مثل هذه المواجهات. حضور جماهيري بهذا الحجم يعطي الكرة قيمتها، ويمنح اللقاء روحًا مختلفة. المدرجات كانت لوحة جميلة بحد ذاتها، ووجود هذا الزخم من المشجعين كان قادراً -لو كانت المباراة أكثر انفتاحًا هجوميًا- أن يرفع مستوى الحماس ويغير من إيقاع المباراة، لأن تأثير الجمهور في مباريات الديربي ليس ترفًا، بل جزء من هوية الديربي وجماليته، ثلاث نقاط ثمينة، قرَّبت الأهلي من دائرة المنافسة، وأبعدت الاتحاد كثيرًا عن المراكز المتقدِّمة. وقد تكون هذه البداية الحقيقية لعودة الأهلي للمنافسة بقوة على الدوري، إذا استمر الفريق بنفس العمل والانضباط، أما الاتحاد، فعليه أن يتدارك وضعه سريعًا، لأنه يفقد نقاطًا بلا مبرر.
الديربي -بصراحة- بلا طعم ولا رائحة، ولا نتذكر منه إلا لقطة الهدف، وتصدي إدوارد ميندي للفرصة الأخيرة. غير ذلك لا شيء يُذكر، رغم ما سمعناه قبل اللقاء من ثقة مفرطة من الجانب الاتحادي في الفوز، ولا نعرف سبب هذه الثقة في ظل الوضع الفني للاتحاد الذي لا يسر أي متابع اتحادي يشاهد ترنّح الاتحاد من مباراة لأخرى. على أي حال فاز الفريق الأفضل رغم تحفظه.
وأكثر ما أخشاه الآن هو بداية موجة جديدة للمطالبة بإبعاد المدرب كونسيساو، بعد هذه الهزيمة وما قبلها من هزائم، رغم الفرحة الكبيرة يوم حضر وما قيل فيه من مديح وشعر في شخصيته وقدراته.
وبصراحة أكثر: أثبتت هذه المباراة أن بن زيمة -رغم تاريخه وإنجازاته- لاعب غير محظوظ مع الاتحاد، فكل مرة يخذل الفريق ويخذل جمهوره الذي أصبح يبحث عنه ولا يجده في أكثر من مباراة! الواقع يقول إن البداية السيئة لا تختلف عن النهاية، وهذا هو واقع الاتحاد الحالي. مبروك للأهلي، وحظاً أوفر للاتحاد في الديربيات القادمة.
نقطة آخر السطر
ما زال الهلال يسير بخطوات ثابتة تجاه القمة. الهلال يفوز بهدوء ويحقق المطلوب من مباراة لأخرى، رغم أنه يقاتل على أكثر من جبهة. وأنا على ثقة أننا سنرى هلالًا مختلفًا مع بداية الدور الثاني، نظرًا لأسلوب تعاطي المدرب مع ظروف المباريات والإصابات. الدوري طويل ويحتاج لنفس أطول وذكاء مدرب يعرف كيف يفوز بأقل مجهود. انتظروا الهلال، و(غدًا لناظره قريب).