إيمان حمود الشمري
قد يبدو العنوان غير مألوف!
هذا ما سيفعله الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل المشهد الجديد حتى بمفرداتنا!
«هيو ميان ون» أو دعنا نقرأها كذلك «HUMAIN ONE» هو نظام تشغيل ذكاء اصطناعي من الجيل التالي، كشفت اللثام عنه شركة «هيوميان» الشركة العالمية الرائدة في الذكاء الاصطناعي والتابعة لصندوق الاستثمارات العامة، خلال النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار (FII9) في الرياض.
يعد «هيو ميان ون» نظام تشغيل يحول المؤسسة إلى كيان ذكي يفهم احتياجات الموظفين ويستجيب تلقائياً، لأنه قائم على وكلاء ذكاء اصطناعي متخصصة لكل قسم، مثل: الموارد البشرية: (الإجازات، الرواتب، التوظيف)، المالية والمشتريات: (العقود، المدفوعات، السجلات)، الإنتاجية والتعاون (الاجتماعات، البحث، إنشاء المستندات)، حيث يعتبر نظام أتمتة، دوره يتلخص في تبسيط إدارة شؤون الموظفين في جميع النواحي، مما سيساعد في تقليل العمل اليدوي الروتيني، وزيادة الكفاءة التشغيلية، فهو ليس عبارة عن أداة جديدة فحسب، بل هو نظام متكامل يوحّد الذكاء الاصطناعي في قلب المؤسسة، مبني على النموذج اللغوي العربي “علام”، مما يتيح تفاعلاً سلسًا بالعربية والإنجليزية، ويفهم السياق الثقافي والمؤسسي، بحيث يصبح شريكًا فاعلًا في العمل اليومي.
تخيل أنك موظف تريد أن تحصل على إجازة، كل ما عليك فعله هو أن تقدّم طلب إجازة من 10 إلى 15ديسمبر على سبيل المثال، النظام سيتعرف عليك، ويتحقق من رصيدك، ويرسل الطلب للموافقة، ثم يُحدّث السجلات تلقائيًا، فهو عبارة عن ثورة من التقدم والتطور، يُبسّط، يُسرّع، يجعل استخراج التقارير والتحليلات خلال دقائق!! يعرض ملخّصات فورية للاجتماعات أو المشاريع، يطرح اقتراحات و قرارات مبنية على البيانات بدلاً من التقدير البشري البطيء، ويُمكّن الناس من التركيز على الإبداع والاستراتيجية بدل الروتين.
لا شك أن رؤية 2030 تضع الذكاء الاصطناعي في قلب التحول الاقتصادي الوطني، وتسعى المملكة إلى تطوير منظومة محلية، فمن خلال صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، تم بناء منظومة تشمل شركات عدة من ضمنها شركة «هيو ميان ون»، حيث تحدّث أ.طارق أمين، الرئيس التنفيذي لهيو ميان ون، خلال مؤتمر FII9 مؤكدًا: أن مع «هيو ميان ون»، سيتم إعادة تعريف حوسبة المؤسسات بجعل الذكاء الاصطناعي شريكًا فاعلًا يفهم أهدافك ويتنبأ باحتياجاتك، وينفذ مهامك، وذلك من خلال هذا النظام الذي حوّل الواجهات المبعثرة إلى واجهة موحدة بلغة طبيعية بسيطة، من شأنها رفع مستوى الإنتاجية داخل المؤسسة.
ثورة جديدة من الجهود تمزج بين الاستثمار والابتكار والشراكات العالمية، التي بدورها ستعزز موقع السعودية كمُصدّر للحلول الذكية وليس مجرد سوق استهلاكي.