د.نايف الحمد
أسبوعٌ ماضٍ حافلٌ بالأحداث الرياضية مرّ على متابعي كرة القدم السعودية؛ منها ما يبعث على الفخر والاعتزاز، ومنها ما كان موضع تندّر وسخرية، حيث قدّم للعالم صورة لا تعكس واقعنا الرياضي الجميل ومشروعنا المبهر، والنقلة التي استطعنا صناعتها بدعم رجال وضعوا اسم الوطن وسمعته ورُقيّه أولوية وهدفاً من أهدافهم الكبرى.
لقد تابع العالم دخول سبعة من نجوم دوري روشن لقائمة ترشيحات «فيفا» لأفضل اللاعبين في العالم، وقد تصدّر الزعيم العالمي الهلال قائمة عدد اللاعبين بواقع أربعة لاعبين. غير أن دخول النجم الأسطوري والعلامة السعودية الفارقة (التورنيدو) سالم الدوسري هذه القائمة كأول لاعب سعودي في تاريخ كرة القدم السعودية أشعرنا بالفخر، وأثبت أن لدينا من أبنائنا من يستطيع منافسة أفضل نجوم العالم.
لقد كان ترشيح النجم السعودي ضمن كوكبة نجوم العالم صفعة لأولئك الذين استماتوا في التقليل منه وادعاء عدم أحقيته بجائزة أفضل لاعب آسيوي، فجاء الرد مُلجِماً لكل من تطاول على نجمنا الكبير، وخاصة من أبناء جلدتنا الذين ما فتئوا ينشرون تعصّبهم ولو كان ذلك على حساب الوطن وأبنائه المنجزين. وقد كانت رسالة الأسطورة لهم واضحة بعد تسجيل هدفه الثاني في الجولة الماضية أمام النجمة، حين أشار لهم بإشارة مفادها: (اهدؤوا، فأنا ما زلت موجوداً).
كم كانت تلك الإشارة معبّرة ومؤثرة، وتؤكد أن هذا النجم الكبير لا يمكن لتلك الأبواق أن تحدّ من عنفوانه وتطلعه لمواصلة مسيرته البطولية وتقديم خدماته الكبيرة للوطن وناديه الهلال.
في المقابل، وأمام هذا المنجز الكبير، تابعنا تندّر وسخرية بعض النجوم الأجانب في دورينا على ذلك الخطأ الفادح الذي ارتكبه حكم مباراة النصر والفيحاء محمد الهويش بمساعدة حكم الـVAR ماجد الشمراني، عندما قررا منح النصر ضربة جزاء مجانية في نهاية المباراة!
وسائل إعلام عالمية تناولت تلك الحالة وتحدثت عنها بكثير من الاستغراب والسخرية، وأجزم أن تلك الصورة لا ترضي مسيّري الرياضة، وتسيء للعمل الكبير الذي تقدمه الدولة من أجل إبراز تقدمنا الكروي. ولا أظنهم سيسمحون لهذه التفاصيل الصغيرة بالتأثير السلبي على مشروعنا الرياضي الكبير.
وبين المثالين السابقين يظهر جليّاً من يسعى لرفع سمعة الوطن، ومن يفشل في مسايرة أهداف رؤيتنا العظيمة، وشتّان بينهما. لذا كان لزاماً علينا -إذا ما أردنا تحقيق أهدافنا- أن نقول للمحسن: أحسنت، ونكافئه على نجاحه، وأن نقول للمخطئ: أخطأت، ونحاسبه على خطئه.
نقطة آخر السطر
لا أظن أن الفشل الذي يصاحب عمل «نافارو وفرهاد» قد يخفى على أحد! والمثير للاستغراب استمرار هذا الثنائي في إدارة شؤون التحكيم لسنوات رغم تراكم الأخطاء على مرأى ومسمع من الاتحاد السعودي الموقر دون أن يحرّك ساكناً.
أعتقد أن الأمور باتت واضحة لكل ذي لُبّ، وما حدث من تكليف لماجد الشمراني لمباراة النصر والفيحاء رغم إيقافه من قبل دائرة التحكيم يؤكد الفوضى العارمة وحاجة الاتحاد السعودي لحماية مسابقاته وإظهارها بالشكل اللائق، والعمل على إيجاد بيئة تنافسية جاذبة للأندية والجماهير.