العقيد م. محمد بن فراج الشهري

السودان الشقيق يعيش في أسوأ حالته حالياً، تتقاذفه العواصف من كل جانب ابتلي بحكومات متشرذمة، وأطماع خارجية في ثرواته، السودان البلد الكبير الغني بالثروات، لم يهنأ ولم ينعم بالاستقرار منذ عقود، والسبب أطماع الغزاة، وعدم توحد وتكاتف الشعب السوداني، وتفرقه كان أحد الأسباب التي أوصلته إلى هذه المرحلة التي لا تبشر بخير لا للسودان، ولا لشعبه ولا للأمة العربية.. هو في طريقه إلى التقسيم إذا بقى الوضع الراهن مستمراً.. وأما لماذا الزحف نحو (دارفور) فالجواب نجده في مدونة نشرها أحد أبنائه وهو الدكتور عبدالسلام طالب أورد فيها معلومات مهمة وخطيرة عمّا تحويه هذه المنطقة من ثروات ومعادن وهنا ما قاله الدكتور عبدالسلام طالب بالنص الكامل لأهمية هذه المعلومات ومعرفة لماذا الصراع على هذه المنطقة يقول الدكتور في مدونته التي أشرت إليها ما يلي:

لماذا دار فور

وما هو السر الذي يحيط ملف دار فور..؟

سميت دارفور من «دار الفور»، وهي تعني «أرض الفور». الفور هي قبيلة كبيرة حكمت سلطنة دارفور الإسلامية في المنطقة. دار فور تعادل ثلث مساحة السودان وبمساحة 511 ألف كيلو متر أي تعادل مساحة فرنسا وتعتبر أغنى بقعة على وجه الأرض وكان الصراع عليها قديما وكان والي دارفور زمن الحكم العثماني يتولى رعاية مكة والكعبة وآبار علي نسبة لعلي بن دينار السوداني 1898م.

ما لا يعلمه العرب عن دار فور:

1 - يقع فيها جبل مُرّة: وهو من عجائب الدنيا يبلغ طوله 165 كم وعرضه 65-80 كم وهو جبل عظيم فيه تتعاقب الفصول الأربعة في نفس الوقت، ارتفاعه 10 آلاف قدم عن سطح البحر ومساحته تعادل مساحة لبنان. وفيه الينابيع والأنهار ومختلف أنواع المزروعات، ويمكن أن يكون هذا الجبل أعظم مشروع سياحي على وجه الأرض فهو جبل بمساحة دولة.

ذكر لي أحد علماء السودان، وكان ضمن اللجنة البريطانية أنهم اكتشفوا داخله نهر زئبق وإلى اليوم لا أحد اكتشفه.

هل جبل مرة هو جبل الطور :هناك بُعد تاريخي ديني في جبل مرة، إذ يقول الباحث في التاريخ القديم والتراث السوداني عباس أحمد الحاج، إن «نسختي سنة 1817 و1830 من التوراة، ذكر فيهما أن سيدنا هارون شقيق النبي موسى، عليه السلام، قد مات في جبل (حور) بالقرب من وادي هور، ما دفع بعض المؤرخين إلى الاعتقاد أن جبل مرة إنما هو (جبل الطور) المقدس.

لكن هذه المعلومات غير مثبتة وغير دقيقة وغير صحيحة.

2 - حفرة النحاس : ذكر لي بعض الإنكليز وقرأت في مذكراتهم المدونة عام 1953بالحرف» نحن بريطانيا العُظمى لو أننا ملكنا حفرة النحاس فقط من دارفور لبقيت بريطانيا دولة عظمى مدة 500 عام» تقع جنوب دارفور، فيها حوالي 5 مليارات طن نحاس عدا عن المعادن الأخرى والذهب.

3 - جبل عامر واليورانيوم وحراسة دارفور:

في دارفور العديد من مناجم اليورانيوم فيها حوالي 6 ملايين طن يورانيوم وهناك حسب ما ذكر لي جار كان يسكن جواري في العاصمة الخرطوم، وهو يتبع للأمم المتحدة، قال بالحرف: نحن موظفون منتشرون على مواقع في دارفور، عددنا حوالي مائة ألف! تصوروا !! قلت ما مهمتكم؟ قال بالحرف: المهمة الأولى هي حراسة دارفور ومناجمها.

الحديث جرى عام 2000م قبل ربع قرن. بعدها قمت باكتشاف العديد من المناجم في السودان ودارفور من الذهب واليورانيوم والحديد والتيتانيوم والرصاص والكوبالت وغيرها.

ومن أهم ما اكتشفناه عام 2010 جبل عامر في دارفور وفيه حوالي 3000 طن ذهب كان ينتج منه يومياً 150 كغ ذهب وهذا سنروي لكم قصته في فصل آخر.

4 - البترول : تعتبر دارفور أغنى منطقة في العالم بالنفط اذ يتقاطع فيها الخزانان العظيمان بحرف اكس.. الحوض الذي يمتد من روسيا ماراً بإيران ثم الخليج فيدخل في البحر الأحمر والسودان ليصب في نقطة وسط دارفور ثم يتقاطع معه الحوض النيجري ليشكلان أعظم حوض نفطي في العالم. وهذا برنامج أذاعته قناة الجزيرة قبل 27 عاماً تقريباً وقد حذفوه بعدها نهائياً لأنه من أخطر الأسرار التي تم كشفها عن السودان.

5 - المياه : تسبح دارفور على أعظم خزان مائي في العالم يسمى الحوض النوبي ولقد قرأت عنه في الملفات الخاصة للسودان ذكرت الأبحاث أن هذا الخزان يمكن أن تحيا به السودان ومن عليها من بشر وزراعة ودواب (140 مليون رأس) مدة 500 عام لو انقطعت أمطار السماء وجفت ينابيع الأرض وانقطعت المياه من النيل فتصوروا يرحمكم الله.

وهذا الحوض يمتد في دارفور وعدة ولايات في أجزاء منها.

6 - جبل عامر والذهب: له قصة سأرويها لكم وللتاريخ ولكن في فصل آخر وجبل عامر جبل صغير وسط دارفور فيه مخزون حوالي 3000 طن ذهب وكنت أول من جاء بالمعلومة من الأقمار الصناعية واكتشفته عام 2010م وتم تشكيل مجلس جبل عامر من 100 شخصية من القبائل والحكومة والقصة طويلة آخرها كانت سيطرة مجموعة الدعم السريع على هذا الجبل عام 2014 ووصل انتاجه سنويا أكثر من 40 طن ذهب.

7 - الألماس والمعادن النادرة : تعتبر دارفور مسرحاً لتواجد الألماس والاحجار الكريمة والمعادن النادرة والزنك والذهب والفضة والرصاص والنحاس وغيرها وعندي من العينات الكثير حتى النيازك وخام الحديد بنسب عالية جداً.

8 - الثروة الحيوانية : عظيمة لدرجة تزيد عن عدد السكان عشرة أضعاف.

أخيراً : في عام 1994 وضعت خارطة للسودان مقسمة إلى 5 دول قسموا منها الجنوب عام 2005م وكان بسبب سذاجة الحركة الإسلامية السودانية وهذه قصة أخرى سنرويها لكم وقرروا فصل دارفور كدولة ثالثة بعد الجنوب، وكل أحداث دارفور سابقاً وما تم فيها من إبادة وما يتم اليوم هو جزء من مخطط التقسيم.

السودان ذلك المجهول

سنروي به قصصاً واكتشافات على مدى ربع قرن من الزمان أكلت منا شبابنا وطموحنا ولعل الأجيال القادمة تترحم علينا وتذكر أعمالنا.

وفي الختام، أقول إن هذه المعلومات مهمة للغاية لمعرفة: لماذا كل هذه الصراعات حول الوصول إلى دارفور وما يتبعها من مناطق والاستيلاء عليها، والتحكم في ثرواتها..

وحري بعقلاء السودان والشعب السوداني أن ينتبهوا لما يدار من مؤامرات، وأطماع ويتوحدوا وينبذوا خلافاتهم، قبل أن يغرق السودان في مستنقع التشرذم والتقسيم مثل ما حدث في موضوع الجنوب سابقاً، والحل لن يأتي من خارج السودان بل من داخله ومن الشعب السوداني نفسه والصالحين من أبنائه إن كان باقي لديهم جزء من الحميّة، والغيرة على مستقبل السودان، وعدم الانجرار إلى التشرذم، عليهم أن يصلحوا ما بأنفسهم أولاً ثم يقوموا بما يساعد على إعادة التوازن إلى بلدهم ويكبحون جماح الغزاة الطامعين في خيرات هذا البلد الذي لم ينعم بالأمن والاستقرار منذ عقود والمملكة العربية السعودية قامت بواجبها على أكمل وجه فيما يخص السودان وساندت شعبه بكل قوة، ولكن على السودانيين أنفسهم أن يساعدوا أنفسهم ويرفضوا كل التدخلات، ويوحدوا صفوفهم قبل أن تزداد الكوارث، وينتهي السودان إلى المجهول، كذلك المطلوب من الدول العربية أولاً المساندة ثم من كافة الدول الإسلامية أيضا لكبح جماح الاستعمار القادم الذي يخطط إلى تقسيم السودان وتشرذمه، ونهب ثرواته، وتشريد شعبه وحرق الأخضر واليابس لتحقيق أطماع الغزاة..

نسأل الله للسودان وشعبه السلامة من كل شر وأن نراه بلداً آمناً مستقراً في أقرب وقت.