سلطان مصلح مسلط الحارثي
أتذكر في سنوات ماضية، كانت بعض الجماهير الرياضية تطلق على فريق النصر (نصر بنلتي)، بعد أن احتل صدارة الفرق بعدد ركلات الجزاء، إذ لا تمر جولة إلا ويُحتسب له (بنلتي) إلا ما ندر.
أسوق هذه المقدمة بعد مشاهدتي مباراة النصر والفيحاء، والتي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك، أن استمرار الحكم الأجنبي في كرة القدم السعودية ضرورة من ضروريات العدالة، وضرورة تصل حد (الواجب)، نظير ما ارتكبه حكم الساحة محمد الهويش وحكم الفار ماجد الشمراني، في تلك المباراة، والتي على أثرها حقق النصر ثلاث نقاط غير مستحقة، بعد أن احتسب الهويش 6 دقائق وقت بدل ضائع، ولكنه استمر في المباراة، حتى احتسب ركلة جزاء غير صحيحة لصالح النصر، بعد الوقت بدقيقتين، ونقول غير صحيحة بناء على آراء المختصين، الذين اتفقوا على أنها ليست ركلة جزاء، فالكرة هناك من يرى أنها لم تلمس يد مدافع الفيحاء، كما ذكر المختصون أن قبل هذه اللقطة، كان يوجد خطأ على كريستيانو لم يعرضه حكم الفار على حكم الساحة! لتبرز الأسئلة المنطقية.
لماذا في الأساس استدعى الفار حكم الساحة؟ اللقطات التي تم عرضها في شاشات التلفزيون لم يعرض الفار على حكم الساحة الخطأ الذي ارتكبه كريستيانو؟ وفي الأساس، لماذا امتد الوقت لدقيقتين بعد انتهاء الوقت الإضافي؟ والسؤال الأهم: ماذا ستفعل لجنة الحكام بحكميها الهويش والشمراني؟ وماذا سيفعل اتحاد الكرة بلجنة الحكام التي أرهقت الفرق وأتعبتها؟ خاصة بعد أن رفع اتحاد الكرة قيمة استقطاب الحكام الأجانب، لتصل في بعضها لنصف مليون، وهذا دون أدنى شك لا تستطيع دفعه إلا أندية الشركات، فما ذنب بقية الأندية حتى يُرفع قيمة استقطاب الحكم الأجنبي لهذا المبلغ الفلكي؟
نعود للجنة الحكام الحالية، ونقول إنها منذ استلامها لمهامها، لم تطور الحكم السعودي، ولم تظهر لنا نتائجها، حيث استمرت على نفس الحكام السابقين، ولم تُخرج لنا أي حكم جديد، والكارثة أنها ظلت تتفرج على أخطاء وكوارث حكامها دون أن يكون لها موقف صارم من أخطاء الحكام، حتى وصل الأمر لتشويه المسابقة الأكبر في القارة الأكبر، وأصبحنا محل سخرية بعض اللاعبين الأجانب، والمواقع والبرامج العالمية، فهل يتدارك اتحاد الكرة وضع لجنة الحكام المؤسف؟ طالما استمرت لسنوات، واستمر العمل على ما هو عليه، بل البعض يعتقد أن لجنة الحكام تراجعت كثيراً، وهذا ما يوجب حلها، وجلب لجنة خبيرة تستطيع أن تدير المسابقات السعودية بما يعطي المتلقي والمتابع، انطباعاً جيداً عن المسابقات السعودية، التي مع الأسف الشديد تم تشويهها من قبل بعض الحكام المحليين.
طائرة الهلال
دشَّن يوم الخميس الماضي فريق الهلال وشركة ناس، طائرة الهلال الخاصة به، كأول فريق في الشرق الأوسط، تكون لديه طائرة خاصة، مطلية بلون الفريق وشعاره، وهذه الأولوية الهلالية غير مستغربة لمن يعرف الهلال ورجالاته، فالهلال كان ولا يزال عنواناً للريادة داخل الملعب، من خلال استقطاب النجوم، وتحقيق البطولات والإنجازات، حتى وصل لزعامة القارة الآسيوية، وخارج الملعب، من خلال العمل المؤسسي، الذي رسم نهجه الأولي شيخ الرياضيين الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله-، وسار عليه جميع رؤساء الهلال ورجالاته، حتى وصل اليوم ليكون فريقاً عالمياً متميزاً، وعنواناً للرياضة السعودية، ومحل فخر لوطن يدفع بالمميزين نحو القمم، ويدعمهم بكل ما أوتي من قوة.
التعاون أداء مميز ووصافة مستحقة
يعتلي فريق التعاون سلم ترتيب دوري روشن لهذا الموسم خلف النصر، محتلاً الوصافة بكل جدارة واستحقاق، بعد أن قدَّم مستويات كبيرة، تفوق فيها على جميع من قابلهم، من فرق كبيرة أو صغيرة، باستثناء النصر، الذي قابله في أول جولة من الدوري، وخسرها بخماسية، لتكون هذه الخسارة انطلاقة الفريق، إذ انتصر في الجولات الست التي تلت الجولة الأولى، وآخر انتصاراته كانت من أمام فريق القادسية، الفريق المميز، والمدعوم مالياً بعد أن استحوذت عليه شركة أرامكو، بعكس فريق التعاون، الذي يعتمد على ميزانية محدودة، ولا يملك لاعبين بجودة لاعبي القادسية، وهذا يبرهن للمرة المليون، أن المال ليس كل شيء، فكرة القدم فكر ومال، وإن لم يتوفر الاثنان لن ينجح الفريق.
تحت السطر
* ديربي جدة الذي سيجمع بين الأهلي والاتحاد بعد غدٍ السبت منتظر، وأتمنى أن يظهر لنا الفريقين ما نستمع به ويؤكد علو الدوري السعودي، خاصة أنهما يملكان الإمكانيات التي تتيح لهما تقديم مباراة كبيرة.
* حينما أشاهد ناصر الدوسري أو محمد كنو أو علي البليهي، يرتدي شارة القيادة في فريق يضم سافيتش ونيفيز وبونو، أتساءل لماذا يحدث ذلك؟
* التعاون بحسب الأداء الذي يقدمه، سيكون من ضمن أوائل الدوري بشرط أن يمتلك دكة جيدة.
* النقد المتواصل والكبير، الذي يطال المدرب الكبير سيموني انزاغي ليس له ما يبرره، فالهلال مع انزاغي أصبح منظومة متكاملة، لا تشعر بغياب أي لاعب مهما كان مستواه وتأثيره، فهذا سافيتش ومالكوم غابا، ولم يتأثر الهلال، وقبلهما غاب كانسيلو ولم يتأثر الفريق، وغاب أسطورة كرة القدم السعودية سالم الدوسري ولم يتأثر، كما أن انزاغي يمتلك أكثر من أسلوب وطريقة ونهج تكتيكي، وحتى الآن لم يخسر أي مباراة منذ بداية الموسم، فلماذا كل هذا النقد الذي أحياناً يصل للهجوم.