د.شريف بن محمد الأتربي
تتوقف عقارب الساعة لثوانٍ معدودة نودع فيها زملاء كانوا حتى قبل قليل شعلة من النشاط داخل الشركة، ولكنها محطات يمر بها العالم كله، فالجميع ينتقل من مكان إلى مكان آخر يودع فيه زملاء حاليين، ليصبحوا زملاء سابقين، ويستقبل فيها زملاء جددا، وهكذا تدور عجلة الحياة حتى النهاية.
بالأمس ودعنا في شركة تطوير لتقنيات التعليم (تيتكو) زميلا من أفضل الزملاء الذين مروا علينا، فهو نموذج للقيادة، والأخوة، ودماثة الخلق، والخُلق، قائد بما تعني كلمة القيادة، أخ بما تتطلبه الأخوة، معلم لمن حوله، متواضع في نفسه.
لقد مثل زميلنا عادل الغروي (أبو عبد الله) نموذجا للقيادة الناجحة التي تسهم في تحقيق الأهداف التنظيمية وتعزيز الروح المعنوية بين الأفراد، فهو ملهم في عالم القيادة، ورائد في عالم المبيعات.
قاد أبو عبد الله فريق العمل باذلا جهودًا كبيرة لتلبية احتياجات وزارة التعليم في مختلف المشاريع التي تقدمها «تيتكو»، ولم تكن الرحلة سهلة وميسرة، فبرغم نجاحاته الملحوظة، واجه أبو عبد الله العديد من التحديات، لكنه بفضل مهارته وقدرته على الابتكار، استطاع التغلب عليها.
استطاع أبو عبد الله بفضل- الله تعالى - ثم بفضل خبرته وحنكته في فهم احتياجات وزارة التعليم، حيث واجه تحديًا كبيرًا في تقديم حلول مناسبة تلبي توقعات العميل، ومن أجل ذلك قام بتنظيم اجتماعات مستمرة مع ممثلي الوزارة، حيث استمع إليهم وأنشأ فرق عمل متخصصة للبحث وتحليل البيانات، مما ساعد في تكييف الحلول المقدمة بشكل أفضل، وكان من ثمرة هذه الاجتماعات بناء علاقات قوية مع الوزارة، مما أسهم في تحقيق تعاون مثمر لتحقيق مستهدفات الوزارة ضمن مستهدفات رؤية 2030.
أدرك أبو عبد الله أن السوق مليئة بالمنافسين الذين يقدمون حلولاً مشابهة، مما جعل من الصعب تمييز «تيتكو» عن الآخرين، وهنا، برزت قدراته كقائد في تحسين جودة المنتجات والخدمات المقدمة، فعمل على تحسين تجربة المستخدم وقدم خدمة متميزة، بالإضافة إلى إطلاق حملات تسويقية تسلط الضوء على الابتكارات الفريدة التي تقدمها الشركة، مما أدى إلى تعزيز مكانة «تيتكو» في السوق وجذب انتباه وزارة التعليم، والعملاء الآخرين.
كان أبو عبد الله قائدًا حكيمًا في مواجهة التغيرات السريعة في صناعة التعليم، حيث شهدت السوق تغيرات سريعة في التكنولوجيا واحتياجات السوق، مما أثر على استراتيجيات المبيعات، ومن خلال خبراته وقدراته استطاع التكيف مع اتجاهات السوق، بل وسبقها بخطوة، حيث اعتمد على التحليل المستمر للاتجاهات السوقية، مما مكنه من تعديل استراتيجيات التسويق بسرعة لتلبية احتياجات الوزارة المتغيرة.
لقد كان بناء الثقة مع العملاء شديد الصعوبة نظرا لحداثة عمر الشركة، لكن أبو عبد الله استطاع تجاوز ذلك من خلال تطبيق استراتيجيات فاعلة لبناء علاقات قوية، مثل تقديم تجارب مجانية وعقد ورش عمل توضيحية، مما ساعد في تعزيز الثقة المتبادلة. كان دوره هنا يتجاوز مجرد إدارة العلاقات، بل تجسد في كونه حلقة وصل بين الشركة وعملائها، مما ساعد في بناء تعاون طويل الأمد.
دائما ما يقع عبء التحسن المالي للشركة على عاتق إدارة المبيعات والتسويق، ورغم كل الضغوط التي عانى منها أفراد الفريق في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها الشركة؛ إلا أن الغروي كان قائداً حكيماً، استطاع أن يبحر بسفينة الإدارة بمهارة، متجاوزا العديد من العقبات، والأهم هو الحفاظ على الروح المعنوية للفريق رغم التغيير الذي طرأ عليه، سواء بخروج بعض أعضائه، أو انضمام أعضاء جدد، فكل هذه التغييرات تمت بكل سلاسة وهدوء كهدوء القائد نفسه.
إذا أردنا أن نضرب مثلا للقيادة الناجحة في مجال التسويق والمبيعات فعادل الغروي هو نموذج يحتذى به في ذلك، فلم يكتف زملاء العمل بالشهادة له، ولكن أيضا كل عملاء الشركة شهدوا له بالطيبة وطول البال وتحقيق الآمال.
لقد ألقى حضور الرئيس التنفيذي للشركة المهندس فهد الصليع لحفل توديع الزميل أبو عبد الله زخما وأهمية كبيرة، وذلك تقديرا لجهوده في نجاح الشركة خلال السنوات الماضية، وكان من أجمل ما سمعت من سعادته حين ودع أخي عبد الله قائلا: أنت سفير تيتكو في أي مكان تذهب إليه، وستظل تيتكو بيتك الثاني في أي وقت متى رغبت تعود فأهلا بك.
كل هذه الحفاوة لم تكن لتحدث لولا أن الأخ أبو عبد الله كان قائداً وشغوفاً وبارعاً في عمله، وهي رسالة للجميع: اجعل عملك كله لله، ولن يخيب ظنك.