عبدالمطلوب مبارك البدراني
مجموعات «الواتساب» (أو ما يُعرف بالـ«القروبات») أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وهي تمثَّل وسيلة تواصل حديثة تحمل في طياتها مزيجًا من الإيجابيات الكبيرة والمحاذير التي تستدعي الانتباه.
من أهم الإيجابيات الجمّة لهذه المجموعات:
- تسهيل التواصل الفوري والفعَّال بين الأفراد، سواء كانوا أصدقاء، عائلة، أو زملاء عمل.
- تُعدُّ قناة سهلة وسريعة لنقل المعارف، وتبادل الأفكار، ونشر المواد الهادفة (الثقافية، والتعليمية، والدينية) بأسهل الطرق الممكنة.
وهناك سلبيات ومحاذير المجموعات:
على الرغم من الفوائد، إلا أن هناك سلبيات يجب الحذر منها:
- قد تتحول المجموعات إلى منبر لنقل السخف، أو صور التبرج، أو المخالفات الشرعية، مما يخرجها عن الهدف النبيل.
- قد تكون المجموعات سببًا في قطيعة الرحم أو الاختلاف. فحدوث خلاف بين الأعضاء، وخروج أحدهم من المجموعة أو حذف المشرف له قبل أن يتم الإصلاح بين المتخاصمين، قد يُعمِّق المشكلة ويقطع التواصل.
آداب وضوابط القروب (كآداب المجلس):
بدون شك، القروب يشبه المجلس أو المضيف، وينطبق عليه ما ينطبق على أي مجلس أو مضيف من حيث الآداب والأعراف الاجتماعية والشرعية:
1 - على صاحب القروب (المشرف) أن يأتي بالضيف، ويقدمه للمجموعة، ويرحب به، ويطلب من أعضاء المجموعة الترحيب به كذلك.
2 - لضمان التعارف السليم والطريقة الصحيحة، من المفيد تطبيق ما يُشاهد في بعض القروبات الثقافية، وهو إيقاف القروب لفترة زمنية مخصصة للترحيب بالضيف والتعارف. بحيث يرحب كل عضو ويعرِّف بنفسه (بما يتناسب مع خصوصية المجموعة).
3 - إن آداب المجلس الشرعية والسلوم والتقاليد المعترف بها في مجالسنا تنطبق تمامًا على مجموعة القروب، مما يضمن بيئة محترمة ومنظمة للحوار والنقاش.
ختامًا.. مجموعات الواتساب قوة اجتماعية ومعرفية هائلة، لكن الحفاظ على فائدتها وتحييد سلبياتها يتطلب الالتزام بآداب التواصل الرقمي ومراعاة أخلاقيات المجلس الشرعية والاجتماعية في الفضاء الافتراضي.