د.نايف الحمد
أثارت تصريحات كابتن الهلال السابق سامي الجابر جدلاً واسعاً، وأسالت الكثير من الحبر حول رأيه في مدرب الهلال الإيطالي إنزاغي ومستوى الفريق، وذلك خلال ظهوره في أحد البرامج الفضائية بعد مباراة الهلال والشباب التي خرج منها الزعيم منتصراً بهدفٍ يتيم.
بدايةً، دعونا نتفق على أن للأسطورة سامي الجابر مكانةً خاصة في نفوس الهلاليين، والجماهير الهلالية تدرك مدى ارتباطه وحبه لهذا النادي، وتثق أن حديث البعض عن وجود خلافات شخصية تحرك «الذئب» وتدفعه لانتقاد العمل داخل النادي، ليس سوى محض افتراء وهراء لا يمكن أن يقع فيه نجم أسطوري كبير مثله.
في المقابل، لا أرى ما يدعو إلى هذه الجلبة التي أحدثها البعض حول الانتقادات التي وجهها سامي للمدرب، ولا يجب أن نُضخّم هذا الأمر أو نعطيه أكبر من حجمه؛ فهو مجرد رأي قابل للخطأ والصواب، وعلينا أن نتعامل معه على هذا الأساس، لاسيما أن الفريق يحقق نتائج مرضية على المستويين المحلي والقاري، كما أن الدوري لم يمضِ منه سوى سبع جولات فقط.
أتفهم بعض الآراء التي تطالب سامي بعدم توجيه سهام النقد في هذه المرحلة المبكرة من الموسم، وضرورة منح المدرب الوقت الكافي وعدم إطلاق أحكام متسرِّعة على الفريق، لكن مسؤولية دعم المدرب والفريق تقع في النهاية على الجماهير الهلالية، التي تدرك قطعاً ما يُثار حول المدرب من المنافسين في محاولة لإجهاض مشروع إينزاغي الكبير، الذي إن قُدِّر له النجاح فسيأخذ الهلال بعيداً.. لكن ذلك لن يتحقق ما لم يتنبَّه المشجع الهلالي إلى ضرورة القيام بواجبه كركنٍ أساسي في منظومة النادي.. وتبقى مسؤولية الإدارة في التخطيط لعملٍ إستراتيجي يتيح بناء فريقٍ قادر على تحقيق طموحات عشاق الموج الأزرق لسنواتٍ قادمة، لتكون هذه الإدارة امتدادًا لمن سبقوها، خاصةً وأن الفريق يحتاج إلى عيونٍ فاحصة للمشهد، قارئةٍ لاحتياجاته في ظل ما نشهده من تدفقٍ مالي واستقطاباتٍ كبيرةٍ لمنافسيه.
نقطة آخر السطر
يتحدثون عن عدم مناسبة الطريقة التي يعتمدها السيد إنزاغي ويصفونها بالدفاعية! وأنا لا أرى ذلك مطلقاً، فلغة الأرقام لا تكذب. أما النتائج، فقد حقق الفريق 10 انتصارات وتعادلين أمام منافسين على البطولة وفي أولى جولات الدوري، ولم يتلقَّ أي خسارة في 12 مباراة.
ثمة أمرٌ مهم، وهو قدرة السيد إنزاغي على توظيف اللاعبين وعدم تأثر الفريق بالغيابات. وقد شاهدنا كيف تجاوز أهم المباريات رغم غياب نجومٍ بارزين، وهذا مؤشرٌ كبير على قدرة الفريق على المضيّ بعيداً في الدوري، في ظل ضغط المباريات الذي تعاني منه جميع الفرق المنافسة.
الموج الأزرق سيواجه منافسةً شرسةً وعقباتٍ عديدة، ولن يتجاوزها إلا بوقفة جماهيره الوفية، وعمل إدارته، والإعداد الجيد للميركاتو الشتوي بما يتواكب مع طموحات الجماهير، خاصةً وهي ترى سمو الأمير نواف بن سعد على هرم الرئاسة في النادي العاصمي الكبير.