م. بدر بن ناصر الحمدان
عزيزي الموظف/ة، تذكر أنك لست في «نُزْهَةُ»، أنت لم تعد على مقاعد الدراسة ولا في أحضان منزلكم، بل أنت في الميدان حيث تُختبر الهمم، اقبل بالمهام الكبيرة والصعبة، وكن واثقاً بنفسك، فهي الجسر الذي يعبر بك إلى منطقة الانطلاق، ستكتشف مع مرور الوقت أنك تمتلك لياقة إدارية عالية لإدارة مهام معقدة ومتعددة بشكل هادئ ومتزن مع مرور الوقت وبناء التجربة سوف تؤهلك للتعامل مع ما تواجهك من مواقف وضغوطات واحتوائها وجعلها جزءا من طبيعة عملك، بشرط أن تتعلم منها.
هذا إذا ما كنت تطمح للذهاب إلى أبعد مما أنت عليه، عدا ذلك ثق أنك لن تستطيع الصمود وستتحوّل تدريجياً إلى حلقة ضعيفة، ومجرد عبء على من هم حولك وسوف تصبح شخصاً «مُتذمراً» و»متردداً» و»مُمانعاً» بشكل دائم ولا يمكن الاعتماد أو المراهنة عليه في نظر الآخرين.
تحمّل ضغوطات العمل - بكل مظاهرها- ليست مجرد عبارة تُكتب في السيرة الذاتية، بل هي ممارسة عملية وثقافة يومية تُبرهن بها أنك قادر على إدارتها بهدف المعرفة والتجربة وبناء الخبرة وتجييرها لصالح تطوير مهاراتك وتحسين أدائك وبالتالي بناء شخصيتك المهنية التي يجب أن تكون مؤهلة وقادرة للعمل تحت الضغط أياً كان نوعه وبأي طبيعة كانت إيجابية أو سلبية، وأن تتجاوز منطقة «الدلع الوظيفي» التي ما زلت عالقاً فيها، فالرحلة العملية طويلة وشاقة جداً وتحتاج إلى أشخاص أقوياء للوصول إلى خط النهاية، وإلا سوف تفقد المنافسة وتغادر دائرة الكبار مبكراً.
تذكر دائماً أنه لا يوجد بيئة عمل بدون ضغوطات على الإطلاق، وأن من وصلوا إلى خط النهاية هم من كانوا أكثر «صبراً» و»تركيزاً» على مسؤولياتهم وأتقنوا فن الاحتواء والتجاوز والعبور، وعداهم توقفوا في منتصف الطريق ومنهم من عاد إلى نقطة البداية.