د.علي آل مداوي
تأثير صدى الخطاب الملكي السنوي الذي ألقاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء –حفظه الله-، في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، كان لها الأثر الكبير في قلوبنا، ونفخر بما حققته بلادي من إنجازات على كافة الأصعدة وفق رؤيتها الطموحة.
ولم يقف تأثير صداها على حدود بلادي الجغرافية فحسب، بل على الصعيدين الإقليمي والعالمي وسط إعجاب وإشادة لما وصلت إليه بلادي من نماء وازدهار وفق رؤية 2030، وحرص القيادة الحكيمة على مواصلة مسيرة البناء والتنمية، فيعد الخطاب الملكي السنوي أمام مجلس الشورى في بلادي تقليداً راسخاً، ومناسبة تكشف فيها آخر إنجازات بلادي.
الخطاب الملكي يأتي في ظل ما تشهده بلادي -بفضل الله- من نهضة تنموية وحضارية شاملة، وإنجازات نوعية في مختلف القطاعات، مشيدًا بما تضمّنه الخطاب من رؤى استراتيجية تجسّد حرص القيادة الرشيدة على تطوير القطاعات الواعدة، وتمكين المواطن، وتحفيز القطاع الخاص، وتسهيل بيئة الأعمال بما يُعزز مسيرة التنمية الشاملة.
وكشف سموه في الخطاب الملكي عن إنجازات اقتصادية استثنائية إذ حققت «الأنشطة غير النفطية لأول مرة 56 % من الناتج المحلي الإجمالي الذي تجاوز 4.5 تريليون ريال»، وهو ما يكشف على قدرة بلادي بعدم الاعتماد الكلي على النفط وتحقيق نماء اقتصادي لافت.
إن مضامين الخطاب تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الحكيمة -أيدها الله- لخدمة المواطن والمقيم على أرضها، في بناء مستقبل واعد، وتمكين الكوادر الوطنية من تطوير القطاعات الواعدة، وتحفيز القطاع الخاص، وإيجاد تسهيل لبيئة الأعمال بما يُعزز مسيرة التنمية الشاملة، ونهضة تنموية وحضارية، وإنجازات نوعية في كافة قطاعات الدولة، وباتت بلادي قبلة لملايين السيّاح الأجانب، وبيئة مناسبة للعمل التجاري والاستثماري.
تشهد بلادي تنويعا اقتصاديا وتقدما تقنيا غير مسبوق، ونهضة في كافة المشاريع الكبرى وتنمية بشرية وبناء الشراكات الاستراتيجية، والمضي قدمًا نحو تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم، وتعمل بكل ثبات واقتدار وبنضج سياسي في سياستها الخارجية المتوازنة والفاعلة لتعزز من حضور بلادي على مختلف الأصعدة، وتؤكد التزامها التام بالوقوف مع كافة القضايا العادلة.
كما تطرق الجزء الأخير من الخطاب الملكي السنوي إلى التنديد بالعدوان الإسرائيلي على دولة قطر، وتأكيد سموه التضامن مع الدولة الشقيقية قطر «نقف مع قطر في كل ما تتخذه بلا حدّ»، وهذا يعكس تضامن بلادي مع الشقيقة قطر انطلاقاً من دورها الرائد على المستويين الإقليمي والدولي، وكذلك ما يعكس ثقلها السياسي والاقتصادي والأمني، ورسالتها السامية في نشر مبادئ الإنسانية الراسخة.
رسخ الخطاب الملكي معالم مرحلة استثنائية وفارقة في تاريخ بلادي وحققت وثيقة استراتيجية راسخه، تؤكد الثوابت الأساسية التي قامت عليها بلادي، واستشرفت ملامح مستقبلها الزاهر.
واختتم مقالي بالدعاء أن يحفظ الله تعالى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على بلادي أمنها ورخاءها.