فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود
بمناسبة البطولة الدولية (لونجين) التي تقام في الرياض هذه الأيام، سألني أحد الفرسان القدامى: هل ستحضر البطولة؟ وكان جوابي: إن شاء الله، على أني لست مُعزِّما على ذلك. وسبحان الله وصلني فيديو هذه الأيام ذكرني، وربما قد يكون هو من أحبط عزيمتي عن الحضور.
فرساننا السعوديون أين هم من هذه البطولة والساحة الدولية التي نستضيفها في عاصمة (آخر الفرسان) ومهد الخيول العربية؟! فرساننا الذين حققوا أول ميدالية برونزية سعودية في أولمبياد سيدني 2000م، وكذلك برونزية الفرق عام 2012م بأولمبياد لندن، كذلك فارستنا الفائزة بالبرونزية في أول أولمبياد للشباب بسنغافورة عام 2010م.
2010م بالنسبة لي كان قمة الفروسية السعودية، ويصعب تكرارها. كما كانت الجوهرة آنذاك في عقد إنجازات صندوق الفروسية السعودي، أقول: ربما لن تتكرر بسبب التوقيت والمناسبة والحدث. التوقيت كان التحضير بعد إشهار الصندوق عام 2009م للمشاركة في أولمبياد لندن 2012م. والمناسبة كانت بسبب إقامة بطولة ألعاب الفروسية العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية كنتاكي بمدينة ليكسينغتون معقل الفروسية الأمريكية (وعاصمة الخيول (Thoroughbred) في العالم). وتسمى (بالبلوغراس)، وكان حضورنا للمشاركة بعد طلب سفير المملكة العربية السعودية بواشنطن صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل. وقد كانت مشاركة مميزة رياضية. والأهم مشاركتنا الثقافية بإقامة احتفالية ومعرض (هبة من الصحراء) ليتوافق مع الألعاب العالمية للفروسية، حيث كان حضوراً واحتفاء فاق التصور، وتوج فارسنا عبدالله الشربتلي بالميدالية الفضية في نهائي البطولة التي يُطلق عليها (The final four) بنهائي الأربعة (رجاء ادخل على الكيو ار (QR) وهو الحدث الذي لن يتكرر، وقد ألغي لصعوبته بعد تلك الدورة من بطولة العالم للفروسية.
أتذكر السيد ايان توبس (lan tops) وهو المؤسس لهذه البطولة (لونجين) عندما قابلته لأول مرة في برشلونة بإسبانيا أيام كان الاتحاد السعودي متبنياً بطولة كأس الأمم (The Nation»s Cup) التي أحياها ودعمها ومولها لمدة خمس سنوات؛ لتكون من أهم بطولات الاتحاد الدولي للفروسية (FEI). كان المنتخب السعودي يمثل مولد نجم يتكون في عالم الفروسية العالمية. وكانت آمالنا محبي الفروسية أن يسطع النجم ويبقى مضيئاً دروب النجاح والتميز لفرساننا السعوديين، لكن الإمكانات المادية آنذاك لم تكن متوافرة لإكمال المسيرة.
ما نراه اليوم كان حلماً وأصبح حقيقة بتوفيق الله، ثم بما تقوم به قيادتنا الرشيدة من دعم لجميع الرياضات بمختلف أنواعها وأنشطتها، ومنها الفروسية تحت رؤية محورها وفي وسط قلبها (الشباب السعودي) فعسى أن يعيد اتحاد الفروسية استثماره في الفرسان قبل البطولات؛ لنتمكن من تحقيقها، وتكون دوماً -بمشيئة المولى- في الصف الأول منها على مستوى العالم والله الموفق ومن وراء القصد.