د.نايف الحمد
على شواطئ جدة، وتحديدًا في ملعب الإنماء، نثر الموج الأزرق سحره وأغرق الاتحاد في الكلاسيكو الأبرز للكرة السعودية، ليؤكد الصحوة الهلالية الكبيرة بعد التوقف الدولي لأيام «فيفا».
قمة كروية كبرى انتظرتها الجماهير السعودية بشغف، فالهلال أخذ يتصاعد في أدائه وقدم مباراتين مميزتين بعد التوقف، باكتساحه فارس الدهناء الاتفاق هناك في الشرقية بخماسية بيضاء، قبل أن يتخطى واحدًا من أقوى فرق غرب القارة الآسيوية، السد القطري، بثلاثية كانت قابلة للزيادة وسط غياب نصف عناصر الفريق، ما منح جماهير الزعيم ثقة كبيرة في قدرة فريقها على تخطي العميد الاتحادي والمضي قدمًا في المنافسة الجادة على صدارة دوري روشن.
في المقابل، بدأ الاتحاد بالتعافي بعد التعاقد مع المدرب البرتغالي كونسيساو، وقدَّم مباراة رائعة وسط ظروف صعبة أمام الشرطة العراقي خارج الديار، وعاد بنتيجة عريضة ورضا تام من أنصار العميد.
كان الهلال بحاجةٍ ماسَّة إلى الفوز ليؤكِّد لجماهيره تلك الصحوة وذلك التصاعد في مستوى الفريق، وليس هناك أفضل من هذه الفرصة ليوجِّه السيد إنزاغي رسالةً للجماهير مفادها أننا قادمون وبقوة للمنافسة على بطولات الموسم وإرضاء العشاق الذين ينتظرون بلورة أفكار المدرب وظهور الفريق بالمستوى المقنع المقرون بالنتيجة وبشخصيته المعروفة.
في قمة جدة، ظهر الموج الأزرق بشكل لافت وحقق الانتصار بأقل مجهود بثنائية كانت كافية لتحقيق الفوز بفضل الأداء التكتيكي العالي الذي انتهجه المدير الفني إنزاغي، فقد حجَّم الاتحاد ولم يسمح له بالاقتراب كثيرًا من مرمى المغربي العملاق ياسين بونو، وترك للاتحاديين الكرة في وسط الملعب، في حين شكَّّلت الهجمات الهلالية المعاكسة خطورةً بالغةً على مرمى الحارس الشاب الشنقيطي، الذي وجد نفسه أمام مباراة من العيار الثقيل رغم المستقبل الواعد الذي ينتظره.
أعتقد أن الفريق الهلالي لم يقدِّم كل ما لديه بعد، فلدى إنزاغي الكثير ليقدِّمه، وقد بدت إرهاصات الثورة الفنية التي يخطِّط لها مع مسيِّري النادي. وإذا ما وفَّرت إدارة النادي الأجواء المناسبة ولبَّت احتياجات المدرب من الاستقطابات المحلية والأجنبية في الفترة الشتوية، فسنرى فريقًا مرعبًا قادرًا على الفتك بمنافسيه ومواصلة السيادة والهيمنة محليًا وآسيويًا.
نقطة آخر السطر
الفريق الهلالي يعيش مرحلة جديدة في تاريخه، وهذا التغيير لا يمكن أن يكتمل بعد مباراتين أو ثلاث. ودور الجميع هو مساعدة الفريق في إحداث هذه النقلة.. المسؤولية الكبرى تقع على مجلس الإدارة في توفير احتياجات الفريق ودعم العمل الفني، ودور الجماهير مفصلي في الوقوف خلف الفريق حتى في حال حدوث تعثرات -لا قدَّر الله- وعدم إطلاق أحكام متسرِّعة.. ولديَّ ثقةٌ كاملة في إدارة النادي وكذلك في إمكانات المدرب العالمي إنزاغي وقدرته على تقديم فريقٍ مرعبٍ يليق بهذا النادي العظيم.