محمد العويفير
منذ تأسيسه عُرف نادي الشباب كواحد من أكثر الأندية السعودية اتزانًا واحترافية، نادٍ صنع اسمه بالعمل والعقل قبل المال، ووقف شامخًا في وجه الظروف مهما كانت قاسية، لكن ما نراه اليوم من تراجعٍ مؤلم على كافة الأصعدة يثير تساؤلات حقيقية: هل السبب هو قلة الدعم كما يُقال؟ أم أن المشكلة أعمق من ذلك وتتعلق بضعف العمل وسوء الاختيارات داخل النادي؟.
لطالما طالبنا بأن يُمنح الشباب ما يليق بتاريخه ومنجزاته من دعمٍ واهتمام، فهو نادٍ عريق له بصمته في الكرة السعودية، لكن ما يعيشه الفريق هذا الموسم لا يمكن تبريره فقط بقلة الدعم، فالقائمة الحالية من اللاعبين تُعد من الأضعف فنيًا منذ سنوات طويلة، إذ نرى النادي يتجه للتعاقد مع لاعبين احتياطيين من أندية هبطت إلى درجات أدنى، ومن الصعب أن ننتظر الإضافة من عناصر لم تنجح في فرض نفسها في فرقها السابقة.
إلى جانب ذلك، لا يمكن إغفال ما حدث مؤخرًا من خلافات داخل البيت الشبابي، ظهرت بعض تفاصيلها إلى العلن، وهناك ما يُقال إنه بقي خلف الكواليس.
هذه الخلافات بين الشخصيات الشبابية أسهمت في زيادة التوتر، وأثرت سلبًا على استقرار النادي، وأبرزت أن جزءًا من الخلل نابع من الداخل لا من الخارج. فبعض الشبابيين مع الأسف لم يضعوا مصلحة الكيان فوق كل اعتبار، وهو ما جعل وضع النادي أكثر خطورة من أي وقت مضى.
المؤسف أيضًا أن فكرة «قلة الدعم» تحولت إلى مبرر جاهز لكل تراجع أو إخفاق، هذا التفكير خطير لأنه يُضعف روح العمل ويجعل النادي يعيش حالة من الاستسلام، صحيح أن الشباب يستحق دعمًا أكبر، لكن الواجب الآن أن يُبنى العمل وفق الإمكانات المتاحة، وأن يتم استثمارها بأفضل شكل ممكن لتحقيق نتائج واقعية تُرضي جماهيره على الأقل في المرحلة الحالية.
الشباب كيان كبير لا يليق به أن يُختزل تاريخه في الأعذار والمبررات، الدعم مطلوب بلا شك، لكن لا غنى عن العمل الحقيقي والتخطيط الواعي ومواجهة الأخطاء بشجاعة، فالتاريخ لا يرحم والجماهير لا تنسى، والشباب سيبقى دائمًا أكبر من أي ظرف إن وجد من يؤمن به ويعمل لأجله بصدق .
رسالتي:
الأخطر من ضعف الدعم أن تأتي السهام من الداخل، من أصواتٍ مسمومة خرجت من بين جدران الدار، تنهش في جسد الشباب وتضعف تماسكه. وعلى الشبابيين أن يوحّدوا صفهم، ويغلقوا الأبواب في وجه تلك الأصوات، فالشباب لا يُبنى إلا بالاتحاد، ولا يعود إلا بالولاء الصادق، لأن الجرح سيبقى مفتوحًا مهما تبدلت الوجوه إن لم تُخلص النوايا للكيان.
** **
- محلل فني
X: owiffeer