د.علي آل مداوي
كم أنا سعيد جداً بيومنا الوطني المجيد وهذه السعادة كذلك كانت غامرة أسرتي وكافة السعودية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها اليوم الشوارع متزينة بالعلم الأخضر وكل الموطنين يحملون الأعلام وصور القيادة ابتهاجاً بهذا اليوم الغالي على قلوبنا، وتمتلئ الشوارع والميادين بالفعاليات، وإقامة المهرجانات التقليدية، والرقصات الفلكلورية، والأنشطة الثقافية المتعددة، وتُرفع الأعلام الخضراء وتضاء المعالم الوطنية بألوان الوطن، ولم تقتصر الفرحة بهذه المناسبة في الداخل فقط، بل استمرت الفرحة كل سفارات وقنصليات بلادي في كل بلدان العالم بالخارج، مناسبة عزيزة وعظيمة لكل مواطن سعودي ينتمي لهذا البلد العظيم، إنه اليوم الوطني 95 تحت شعار «عزنا بطبعنا».
في هذه المناسبة السعيدة محطةً بارزة في مسيرة بلادي، نستذكر فيها اليوم الذي أعلن فيه المغفور له الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- توحيد أرجاء البلاد تحت راية واحدة في 23 سبتمبر 1932م. إن هذا التاريخ لم يكن مجرد حدث سياسي عابر، بل هي كانت بداية عهد جديد لدولة قوية متماسكة، تقوم على مبادئ سماحة الشريعة الإسلامية وقيم العدل والمساواة، وترسيخ مبادئ الإنسانية وانطلقت في مسيرتها نحو النهضة والتقدم لما وصلت له من إنجازات تنموية مزدهرة.
في يومنا الوطني المجيد، نستذكر بعمق شخصية الرجل الذي أسس هذه الدولة العظيمة، والذي سطر أروع ملاحم العروبة والإسلام، إنه أسد الجزيرة الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، مؤسس المملكة العربية السعودية، رمز الوحدة والتضامن والصمود، إن تاريخ الملك عبد العزيز رحمه الله إرث خالد للأجيال القادمة، فهو ليس مجرد حاكم، بل رمز للوحدة والتضامن. لقد كانت رحلة شاقة وطويلة، مليئة بالتحديات والإنجازات، ولكنها في النهاية توّجت بإنشاء دولة عظيمة، ننعم فيها اليوم بالأمن والأمان، ونعيش بكل حب، تحت حكم قيادة حكيمة، قصته مصدر إلهام للجميع، ودافع لبناء مستقبل أفضل لبلادي، واليوم المملكة تعيش وسط إنجازات تنموية مستدامة وباتت تحقق إنجازا تلو إنجاز نجاحا تلو نجاح وفق رؤية 2030.
وما تعيشه بلادي اليوم هو امتداد لتاريخ صنعه رجلٌ عظيم وقائد حكيم المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- الذي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى، في تأسيس دولة على شرع الله، رايتها التوحيد، ودستورها كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، تنعم بالأمن والأمان والاستقرار على تراب بلادي، وأكمل المسيرة أبناؤه البررة من بعده رحمهم الله، لتصل بلادي اليوم إلى عصرها الذهبي الزاهر في ظل قائد مسيرتها ومصدر فخرها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.
واليوم في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، وبلادي تعيش نهضة تنموية مزدهرة، ويشهد اقتصاد بلادي إنجازات تاريخية غير مسبوقة في التنويع الاقتصادي، متجاوزاً الاعتماد على النفط كمحرك رئيس، وحققت الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، غير النفطية نمواً تراكمياً ملحوظاً، أعلنه سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، نيابة عن مولاي خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله في الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى مؤكداً سموه تحقيق اقتصاد المملكة تقدماً غير مسبوق ضمن رؤية 2030. ولأول مرة في تاريخ المملكة مؤخرًا أن الأنشطة غير النفطية قد ساهمت بنسبة 56 % من إجمالي الناتج المحلي، متجاوزة 4.5 تريليونات ريال (ما يعادل حوالي 1.2 تريليون دولار)، ولم يتحقق الإنجاز الا بدعم من جهود الحكومة الرشيدة، مما عزز الاستقرار الاقتصادي في بلادي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وحققت نجاحات باهرة في تعزيز مكانة بلادشي إقليمياً وعالمياً.
تتواصل إنجازات بلادي لترسيخ مكانتها العالمية بتحقيق قفزات نوعية ومراكز متقدمة في مختلف القطاعات، مما يعكس رؤيتها الطموحة ومسيرتها التنموية المتسارعة ففي هذا الإطار برزت المملكة كصوت معتدل وحكيم يسعى لحل النزاعات وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم. استضافت الرياض مؤتمرات دولية رفيعة المستوى. افتتاح مشروعات اقتصادية عملاقة مثل مدينة «نيوم»، التي باتت رمزًا للابتكار والتقدم التكنولوجي. بالإضافة إلى ذلك، استمر النمو في القطاعات غير النفطية، مثل السياحة والترفيه، حيث استقطبت بلادي ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، خاصة بعد نجاح موسم الحج والعمرة وبرامج «روح السعودية». عززت المملكة مكانتها كأحد المراكز العالمية للتكنولوجيا والابتكار، حيث أصبحت وجهة رائدة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة. كما أعلنت المملكة عن إنجازات كبيرة في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، ما أسهم في تعزيز جهودها نحو تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060.
كما حققت بلادي قفزات نوعية على كافة الأصعدة السياسية، الاقتصادية، الأمنية، الرياضية، الطاقة، والتعليم، الصحة، إلى الابتكار والتقنية، كما أرست رؤية 2030 أسس تنمية مستدامة تعزز مكانة بلادي عالميًا وتفتح آفاقًا رحبة للأجيال القادمة، حققت بلادي نجاحا باهرا في نجاح تنظيم موسم حج 1446هـ، وإنشاء مرافق مستدامة وجودة عالية، وبنية تحتية حديثة، وخدمات رقمية متطورة، وانشاء مشروع القطارات الحديثة التي تسهل على ضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم بكل يسر وسهوله. كما حققت بلادي المركز الأول عالميًا ثقة في قطاع الحكومة، وفق تقرير إيدلمان للثقة 2025، وحققت المركز الأول في مجال الأمن السيبراني وفق التقرير الدولي، والأول عالميًا في مؤشر السلامة العالمي لنداء الطوارئ. والأول من بين دول مجموعة العشرين في مؤشر الأمل لعام 2023 التابع للأمم المتحدة. وسبعة مستشفيات في قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية، ورئاسة مجلس إدارة الاتحاد العربي للكهرباء للمدن 2025- 2027. ورئاسة اتحاد صحفيي غرب آسيا. ورئاسة المجلس العمومي لمنظمة التجارة العالمية لعامي 2025- 2026. وأخيراً 11 شركة فائزة بجوائز كوتلر 2024.
شهد عام 2024 زخمًا ثقافيًا ورياضيًا كبيرًا في بلادي. ونظمت فعاليات عالمية كبرى، مثل استضافة بطولة كأس آسيا لكرة القدم وأحداث رياضية دولية أخرى. وفي الجانب الثقافي، واصلت بلادي دعمها للفنون والموسيقى والتراث، حيث أصبحت مهرجانات مثل «موسم الرياض» و»موسم جدة» منصات تجمع بين كل ثقافات أنحاء العالم.
ختاماً حب وطننا هويةٌ وقيم تشكّلت في وجداننا وبات حبه يسكن قلوبنا، وتحت شعار «عزّنا في طبعنا»، في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا نقف كلنا كشعب يدا بيد نفخر ونعتز بوطننا الغالي نبنيه ونحميه ونهتم به ونورثه لأبنائنا جيلًا بعد جيل، ونقف كلنا جنودا مجنده خلف قيادتنا الرشيدة، ونستذكر بطولات القائد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الذي حبه سكن قلوبنا، ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، وأن يحفظ مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد ويديم على بلادي أمنها ورخاءها.