فهد المطيويع
في تطور غير متوقع، أُسدل الستار على مفاوضات نادي الهلال السعودي مع المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين، المعار من نابولي الإيطالي إلى غلطة سراي التركي، بعدما رفض اللاعب عرضًا ماليًا ضخمًا من الهلال، مفضلًا البقاء في القارة الأوروبية.
هذه النهاية شكلت خيبة أمل كبيرة لدى جماهير الزعيم التي كانت تترقب دعمًا هجوميًا من العيار الثقيل قبل انطلاق البطولة العالمية المنتظرة.
المفاوضات التي شهدت شدًا وجذبًا وتأخيرًا غير مبرر أغلِقت فجأة، مما وضع إدارة الهلال في موقف صعب، خاصة مع ضيق الوقت واقتراب موعد مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية، حيث يستعد لملاقاة ريال مدريد في 18 من الشهر الجاري.
هذا الإخفاق يعيد إلى الأذهان سلسلة من التجارب التفاوضية غير الموفقة التي عرفها الهلال في السنوات الماضية، حتى قبل تأسيس الصندوق الاستثماري الرياضي. ورغم نجاحات الإدارة الحالية بقيادة فهد بن نافل في ملفات مالية وتنظيمية، إلا أن ملف التفاوض ما زال الحلقة الأضعف في منظومة العمل الإداري، في ظل ما يراه كثير من المتابعين من بطء في الحسم وغياب البدائل الجاهزة.
وتتكرر الأسئلة ذاتها: لماذا تأخرت المفاوضات؟ ولماذا الاعتماد على خيار واحد دون وجود خطة بديلة؟ ألا يستحق ناد بحجم الهلال أن تكون له قائمة من الأسماء التنافسية يتم التفاوض معها بشكل متوازٍ، خاصة في ظل استحقاق عالمي لا يقبل التأخير أو الاجتهاد في اللحظة الأخيرة؟.
الأخطر من فشل الصفقة هو ما قد يترتب عليه من أثر فني في مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية. فالمنافسة أمام فرق بحجم ريال مدريد تتطلب جهازًا فنيًا متكاملًا وتشكيلة مكتملة، وخاصة في مركز الهجوم الذي يمثل حجر الأساس لأي فريق يطمح للذهاب بعيدًا.
صحيح أن الهلال يملك أسماء قادرة على تقديم أداء قوي، لكن البطولات الكبرى لا تُدار بالعاطفة أو الاجتهادات الفردية، بل بخطط دقيقة واستعداد شامل. وفي حال جاء ظهور الفريق باهتًا، أو خرج مبكرًا من البطولة، فلن يقتصر اللوم على اللاعبين أو المدرب، بل سيتجه مباشرة إلى الإدارة التي تأخرت في التحرك ولم توفّر الأدوات الكافية للفريق.
ببساطة، الهلال لم يمنح كامل العدة لخوض بطولة بهذا الحجم، ولا يمكن تبرير ذلك بكلمات مثل (كنا ننتظر الرد) أو (بذلنا الجهد). التاريخ لا يسجل الأعذار، بل النتائج.
في النهاية، على الهلال أن يخوض غمار البطولة بما هو متاح، لكن ما بعد البطولة - أياً كانت نتيجتها - يجب أن يشهد مراجعة شاملة لآلية التفاوض والتخطيط داخل الإدارة، لأن التميز المحلي لا يكفي، إذا لم يترجم بعقلية احترافية تليق بطموحات نادٍ بحجم الهلال.