عبد العزيز الهدلق
وضع الفئات السنية في لعبة كرة القدم بالأندية لا يسر إطلاقاً، فالمواهب شحيحة، والأجهزة الإدارية والفنية المشرفة عليهم غير متخصصة.! كل مؤهلاتهم أنهم لاعبون سابقون! وأغلبهم من الذين توقفوا في نصف مسيرتهم الكروية ولم يكملوا.! وقليل منهم من لديه شهادة تخصصية في مجال العمل التدريبي و الإشرافي على قطاع البراعم والناشئين والفئات السنية.
والأدهى من ذلك استشراء الواسطة في إلحاق الصغار بتلك الفرق. فمن الصعب أن يأتي لاعب صغير موهوب مع والده أو قريبه ويتم قبوله! أو حتى إخضاعه لاختبار في المهارات. فلا يدخل ولا يسجل إلا من جاء عن طريق فلان أو بتوصية من علان!
لذلك فمخرجات تلك الفئات ضعيفة للغاية، وأحياناً يصل للفريق الأول لاعبون صاعدون غير مؤهلين لا فنياً، ولا بدنياً، وكثير منهم غير قادر على تطبيق أساسيات كرة القدم في الاستلام والتسليم الصحيح، وفي الركض بالملعب واختيار المواقع الصحيحة، ومساعدة زملائه في التحرك بدون كرة، وكيفية إحداث التقاطعات، وتغيير المراكز، فيستغرب المتابع كيف شق طريقه في الفئات السنية دون أن تلاحظ عيوبه من أي مدرب في تلك الفئات!!؟
فاللاعب الناشئ يمضي قرابة ثماني سنوات حتى يصل الفريق الأول، وطوال تلك السنوات وهو يكلف النادي ساعات تدريب، وملابس، ووجبات غذائية، وربما مواصلات، وفي النهاية عندما يصل الفريق الأول يخرج من الباب الخلفي لعدم صلاحيته.!!
للأسف، أن إدارات كثير من الأندية لا تمنح الفئات السنية الاهتمام الكافي، ولا ترصد لها الميزانيات الكافية، بل تعتبر تلك الفئات عبئا على النادي، وهذا من نقص الوعي بدورها في قيادة وإدارة النادي.
ومن المهم أن تلتفت وزارة الرياضة لقطاع الفئات السنية في الأندية في كل الألعاب، ومنها كرة القدم على وجه الخصوص، ويتم متابعة عمل الأندية، وإنجازاتها، ومتابعة العاملين فيها، ومدى ملاءمتهم للعمل من حيث الكفاءة والشهادة والتخصص، ويدخل ضمن تقييم العمل والتصنيف الإداري بها.
وأتمنى توجيه جزء من الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة، أيدها الله، لمشروع التطوير الرياضي نحو قطاع الناشئين والفئات السنية، ويتم إعداد قواعد ثابتة لآلية العمل في القطاعات السنية، والإمكانيات التي يجب توافرها، ويتم فرض شروط صارمة على العاملين في تلك الفئات من مدربين وإداريين، بما يضمن اختيار أفضل الكفاءات التي تساهم بصناعة مخرجات مميزة من المواهب الشابة، التي تفيد الأندية والمنتخبات الوطنية، وتساهم في تطور كرة القدم السعودية.
زوايا
** في مباراة المنتخب الأخيرة أمام البحرين كان الثلاثي المحترف في أوروبا فيصل وسعود و مروان على دكة البدلاء، فيما كان المحترفون المحليون هم الأساسيون.!! احتراف خارجي ارتجالي لابد أن يقود إلى التراجع.!
** مفاوضات الهلال مع اللاعبين الكبار تتوقف في منتصف الطريق! وأحياناً قبل الخطوة الأخيرة.!! وكأن مكتوبا على هذا النادي أن لا يحظى بلاعب فئة (A).! والجماهير الهلالية تتساءل: هل كل ذلك يحدث صدفة!؟
** برنامج احتراف اللاعب السعودي خارجياً، والذي انخرط فيه سعود عبدالحميد لازال غير ظاهر! وغير معلن! وكأن لا مسؤول عنه! ولا جهة يتبع لها! ولن تجد أحداً تناقشه في فشل تجربة سعود عبدالحميد، التي جعلته ملازماً لمقاعد البدلاء في فريق روما موسماً كاملاً. والتي جعلته يفقد مقعده الأساسي في المنتخب.! فالمحترفون في أوروبا هم وقود المنتخبات الآسيوية والإفريقية، بينما في تجربتنا تراجعت مستوياتهم، وتكاد مواهبهم تموت!
** إذا أرادوا تضخيم صفقات الهلال احتسبوها بالريال، فيما صفقاتهم باليورو!!
استغفال ساذج بلا حدود.