سلمان بن محمد العُمري
أحسنت وزارة البلديات والإسكان صنعاً بوضع اشتراطات جديدة لمحلات بيع التبغ، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح، أمام تزايد وتفاقم ظاهرة التدخين في المجتمع، وزيادة تعاطي ما يسمى بالشيشة والمعسل.
وتلكم الشروط والضوابط استمراراً لجهود المملكة العربية السعودية في محاربة التدخين وسن الأنظمة والقوانين التي تحمي المجتمع من تلك السموم الضارة على الفرد والمجتمع، وعواقبها وخيمة خطيرة.
استعرضت الاشتراطات التي وضعتها الوزارة، وهي تتطلب متابعة دقيقة للتنفيذ من خلال جولات ميدانية لمراقبيها للتأكد من عمليات تنفيذ هذه الاشتراطات، ومما توقفت عنده»منع استخدام الطبليات الخشبية، أو عرض منتجات التبغ ومافي حكمها ومستلزماتها على واجهة المحل»، وهذا أمر حسن، وفي نفس الوقت ماذا عن المحلات التي انتشرت في الشوارع والميادين لبيع «المعسل والشيشة»، ووضع لافتات على واجهة تلك المحلات بأسماء معسولة جذابة، وشررها وضررها لاتخفى على الجميع.
ويبدو لي أن اشتراطات الوزارة الموقرة خاصة في «البقالات والتموينات والسوبر ماركات» فقط، لا تشمل محلات المعسل، ومن هذا المنبر حري بوزارة الصحة أن تبادر ببعث المضار والمخاطر لمستخدمي الشيشة وجلسائهم، لوزارة البلديات حتى تكون الصورة واضحة لهم، لعل وعسى أن تعينهم على اتخاذ قرارات جديدة تصب في مصلحة البلاد والعباد.
لقد قمت بفضل الله وتوفيقه، بإعداد كتاب أسميته: (آفة التدخين بين الطب والدين) عرضت من خلاله لرأي وحكمة الشريعة في تحريم التدخين، قبل أن يثبت الطب والدراسات الطبية الحديثة الأضرار الكارثية لآفة التدخين على صحة الفرد، والمجتمع، وقدمت في الكتاب وهو الجزء الأكبر منه آراء الأطباء في مختلف تخصصات الطب، حول أضرار التدخين، وكيفية حدوثها، وتتراوح ما بين أضرار محدودة، وأضرار تصل إلى أخطر الأمراض، وبلغ تعدادها أكثر من 25 مرضاً، وخرجت بعدد من التوصيات والنتائج المهمة حول ذلك.
وأمام تزايد وارتفاع نسبة المدخنين في المملكة على الرغم من الحملات التي تطلقها بين الحين والآخر وزارة الصحة، وجمعيات مكافحة التدخين، مما يوجب تضافر الجهود ومراجعة الأنظمة والتعليمات والتأكد من تطبيقها وتنفيذها، كما قمت بعمل دراسة متخصصة بعنوان: (ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي)، وهي دراسة ميدانية عن عوامل التدخين وآثاره وأبعاده الإنسانية، وكانت الشريحة المستهدفة (الشباب) الأكثر تعاطياً للتدخين، وخرجت بعدد من النتائج والتوصيات المهمة.
وفي استعراض لبعض الرسائل العلمية في جامعاتنا، «ذكور وإناث»، وجدت العشرات من الدراسات المتميزة عن ظاهرة التدخين، وكذا الحال للأبحاث المقدمة للندوات، والمؤتمرات، التي عقدت حول تلك الظاهرة المشينة، هناك عشرات بل مئات التوصيات والنتائج، مما يطرح التساؤلات.. هل استفادت الجهات المعنية منها، وما الفائدة من سن الأنظمة والتعليمات دون متابعة وتطبيق؟!.