د.عبدالعزيز الجار الله
أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس اللجنة العليا للموجهات التصميمية للعمارة السعودية -حفظه الله- عن خريطة العمارة السعودية في 16 مارس 2025م، تشمل 19 طرازًا معماريًا مستوحى من الخصائص الجغرافية والثقافية للمملكة.
تضم السعودية طرازا إسلاميا عريقا متكاملا له عمقه التاريخي والعمراني، يتمثل في عمارة الحرمين الشريفين المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة ومباني المشاعر المقدسة، كذلك طرز العمارة مشروع الأمير محمد بن سلمان للمساجد التاريخية في معظم مناطق المملكة والتي أعيد ترميمها وصيانتها حسب إنشائها وطريقة بناء المنطقة نفسها.
إذن السعودية تضم أهم وأبرز أنماط وطراز العمارة الإسلامية في المسجدين الشريفين بمكة والمدينة، فالعمارة الحالية بالمدينتين المقدستين هي النسخة الأساسية لأنماط العمارة الإسلامية المبكرة، كما كانت في العهد الأموي في القرن الأول الهجري الموافق 622-717 ميلادي، ثم ما تلاه من عمارة وتطوير في العهد العباسي والمملوكي والعثماني، وفي العهد السعودية الزاهر شهدت أكبر وأضخم عمارة للحرمين الشريفين في التاريخ والتي جاءت مستلهمة الطرز الإسلامية، ومستوعبة التطورات والإضافات في عناصر العمارة، حيث حافظت العمارة السعودية على روح الإنشاءات والبناء الذي نفذ خلال العصور، وحرصت المملكة على تأصيل البناء والوحدات المعمارية الإسلامية التي تقوم على بيت الصلاة والساحة الواسعة التي تحيط بها الأروقة - أروقة الصلاة - من جميع الجهات، تكون الأعمدة رأسية على جدار القبلة، بحيث يمتد المسجد أفقياً ليستوعب أعداد المصلين.
أما ما يتعلق بالطرز العمرانية والعناصر والزخارف وفنون البناء فقد قدمت لنا وكالة الأنباء السعودية تقريرا في 9 أبريل 2023 يوضح أهم طراز البناء في عمارة السعودية للحرم المكي جاءت خلاصته على النحو التالي:
- البناء: تتميز جدران وأروقة المسجد الحرام أنها ذات طراز مستمد من فن العمارة الإسلامي، من خلال الحوائط ذات الارتفاعات العالية والأسقف المزخرفة بالآيات الكريمة، إضافة إلى انتشار الرخام الفاخر والمشربيات المذهبة.
- الأبواب: تظهر جماليات الطراز الإسلامي على أبواب المسجد الحرام من حيث ارتفاعها وزخرفتها التي تصل إلى الغاية في الإبداع والحرفية، حيث صنعت من أجود أنواع الخشب، وكسيت بالمعدن المصقول وزينت بالنحاسيات حتى بدت تحفة فنية رائعة.
- الأعمدة: يبرز نظام الأعمدة والإسطوانات كفن من فنون العمارة الإسلامية في الرواق العثماني، الذي حظي بالكثير من التجديدات والتحسينات منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى أبنائه الملوك من بعده إلى العهد الزاهر لخادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله.
- المآذن: وتشكل مآذن المسجد الحرام في قوامها الشاهق وطرازها المعماري الفريد معلماً بارزاً للفن الإسلامي، ويمكن مشاهدتها من جميع الجهات للقادم للبيت العتيق.
- يشاهد جلياً أثر العمارة الإسلامية في التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام، وفي تصاميمها الجمالية الفريدة التي انعكست على واجهات مباني المسجد الحرام في أسقفه، وجدرانه وأعمدته، وكسوة الكعبة المشرفة وبابها الذي في غاية الجمال والبهاء.
- القباب: ومن الأمثلة الشاهدة على تلك التصاميم قباب المسجد الحرام، والتي تأتي بـ (22) قبة، منها (12) زجاجية متحركة، و(6 ) زجاجيات ثابتات على منسوب الطابق الثاني والثاني ميزانين، وأربع قباب ثابتات على القاعات الوسطية الموجودة بالطابق الثاني، وتقع القبة المتحركة أعلى الممر الشرقي لمبنى التوسعة السعودية الثالثة بقطر خارجي (36م)، وارتفاع داخلي (25م) ووزن (800 طن)، بواجهات داخلية وخارجية من الرخام والزجاج للفتحات، وأما الأسطح الخارجية من الفسيفساء الملون، وأسقف داخلية من الخشب المرصع بالأحجار الكريمة.
وتقع القباب الزجاجية المتحركة أعلى الأفنية الخلفية والوسطية بإجمالي عدد (12 وحدة)، بأبعاد القبب (28.5×17 مترًا)، وارتفاع خارجي (8.75 أمتار)، ووزن حوالي (300 طن).
- تقع القباب الزجاجية الثابتة بالطابق الثاني بإجمالي عدد (6 وحدات)، وأبعاد (9×14م)، وارتفاع داخلي (35.5م) وارتفاع خارجي (2 متر)، ووزن حوالي (20 طنًّا)، كما تقع القباب الثابتة أعلى القاعات الوسطية الموجودة بالطابق الثاني بإجمالي عدد (4 وحدات)، وقطر خارجي (16.6 مترًا)، بواجهات خارجية وداخلية من الرخام والزجاج للفتحات، وأسطح خارجية من الفسيفساء الملون، وأسقف داخلية من الخشب المرصع بالأحجار الكريمة.