أ.د.عثمان بن صالح العامر

لقد اتخذت بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية منذ توحدت على يد المؤسس الباني جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله نهجاً واضحاً في مساعدة المحتاجين ويداً خيرة امتدت للمنكوبين في جميع أرجاء العالم الإسلامي بل العالم أجمع، واستمر هذا النهج حتى بعد وفاة المؤسس رحمه الله على يد أبنائه البررة ملوك بلادنا المعطاء الخيرة حتى الآن.

ومع ما بذلوه رحمهم الله في هذا الباب إلا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يعد علامة فارقة وأنموجاً رائعاً في مجال العمل الخيري منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض وحتى اليوم، وهل يمكن أن يغيب عن الذاكرة مشروع (ريال فلسطين) الذي هو من أهم المشروعات التي واجه بها العرب والمسلمون المشروع الصهيوني الذي كان شعاره (ادفع دولاراً تقتل عربياً) عام 1388هـ الموافق 1968م.

ولذا لا عجب أن يشهد العمل الاغاثي خلال العشر سنوات الماضية منذ تولى حفظه الله مقاليد الحكم ملكاً للمملكة العربية السعودية قفزات نوعية على المستويين الداخلي والخارجي، وتوج ذلك كله بتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة الذي قال من يشرف المركز بحمل اسمه (سلمان بن عبد العزيز آل سعود) ساعة ميلاده: (انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال. فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة. سيكون هدفنا ورسالتنا السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائماً على البُعْد الإنساني، بعيداً عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة. ونسأل الله للجميع التوفيق والنجاح، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا العربية والإسلامية الأمن والاستقرار، وأن يسود السلام كافة أرجاء المعمورة).

وحق لكل سعودي بل حق لكل خير على وجه الأرض أن يفخر بما أنجزه المركز خلال فترة وجيزة حيث وصل إلى 105 دول و450 شريكا حول العالم، وذلك بهدف إنساني بحت وصناعة فارق في حياة هؤلاء المحتاجين، وقدم المركز منذ نشأته مساعدات تجاوزت 27 مليار ريال. حفظ الله بلادنا وأدام عزنا ووفق ولاة أمرنا وحفظهم ورعاهم ووقانا شر من به شر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..