صيغة الشمري
بعض الناس يصدق كل ما يقرأ من الغث والسمين حتى يصبح عقله متكدساً بالمعلومات وبمواد وآراء لا يفرق عقله بين غثها وسمينها، شدة التعرض للكم الهائل من محتوى المعلومات والتي أغلبها خاطئ أو غير دقيق قد يصل بالمرء أن يدخله في حالة من التوهان والتوجس يفقد معها معرفه حقيقة كل شيء حتى نفسه، يحزنني كثيرا عندما أسمع أنثى تتحدث بحزن وتستخدم مصطلح «سن اليأس» لمجرد وصولها لسن معينة وحدوث تغيرات بيولوجية تضعف احتمالية أن يحدث لها حمل، أولا مجرد استخدام مصطلح سن اليأس لا يجوز استخدامه كون المسلم لا يقنط من رحمه الله وليس في حياة المسلم يأس وقنوط من رحمة الله بل أمل دائم وثقة بأنه لا يأس مع الحياة في وجود الإيمان بالله، سن اليأس مصطلح مخيف، لاستخدامه عواقب وخيمة على العقل والروح، من غير المعقول ربط الحياة وإقرار الدخول في سن اليأس لمجرد أن تصل المرأة لسن لا تستطيع فيه أن تنجب أطفالا، هذا ليس من اليأس، بل من رحمة الله وحكمته وأقداره التي ليس بها شر محض لأن المؤمن يعرف بأن الله لا يقدر شيئا إلا وهو خير، وفوق كل هذا كم من مرة سمعنا عن امرأة قد حملت وهي في السن التي يطلقون عليها سن اليأس، أتمنى من كل قلبي أن نتخلص من هذه المسميات أو المصطلحات التي تهدم أكثر مما تبني وتحبط أكثر مما تبعث على الأمل، لا يوجد سن لليأس، كل حياة الإنسان أمل بالله ومحبة للحياة بكل تفاصيلها وعدم حرمان النفس من التمتع بجمال كل مرحلة من السن يصل لها الإنسان. لأن كل سن يمر به الإنسان - سواء كان ذكرا أم أنثى- له جمال وطعم مختلف، اليأس الحقيقي هو مرض نفسي وضعف وازع ديني يجب على الإنسان أن يعالجه حتى لا يحرم نفسه من جمال الحياة.