محمد العويفير
تترقب الجماهير السعودية الأدوار الإقصائية من دوري أبطال آسيا للنخبة 2025، حيث يخوض الهلال والنصر والأهلي مواجهات حاسمة في مشوار البحث عن اللقب القاري، ورغم إقامة المباريات في جدة إلا أن الطريق إلى نصف النهائي والنهائي لن يكون مفروشًا بالورود، بل سيكون مليئًا بالتحديات والصعوبات التي تتطلب أعلى درجات التركيز والانضباط.
السبب الأول الذي يجعل هذه المواجهات بالغة الصعوبة هو نظام المباراة الواحدة الذي لا يسمح بأي فرصة للتعويض، ففي البطولات التي تُلعب بنظام الذهاب والإياب يمكن للفريق أن يصحح أخطاءه في لقاء العودة، لكن هنا أي خطأ قد يكون قاتلًا وأي لحظة من عدم التركيز قد تكتب نهاية المشوار، هذا النظام يضع الفرق تحت ضغط نفسي هائل حيث يتوجب على اللاعبين تقديم أفضل أداء لهم في 90 دقيقة فقط، دون ارتكاب أي هفوات قد تمنح الخصم التفوق.
فتصدّر الهلال والأهلي والنصر لمجموعاتهم في الدور الأول لا يعني أن المهمة ستكون سهلة، بل ربما تكون أصعب لأن الفرق المنافسة ستدخل هذه المواجهات بدافع تحقيق المفاجأة وإقصاء أحد المرشحين للقب.
التحدي الآخر الذي يواجه الفرق السعودية هو الإرهاق وضغط المباريات، فالمنافسة في الدوري السعودي شرسة والمباريات تُلعب بإيقاع عالٍ ما قد يؤثر في جاهزية اللاعبين بدنيًا عند خوض مباريات البطولة القارية، والفرق التي ستتمكن من إدارة مجهود لاعبيها بذكاء وتوزيع الأحمال البدنية بطريقة صحيحة ستكون الأوفر حظًا في تجنب الإصابات والتعب الذي قد ينعكس سلبًا على الأداء.
على الهلال والنصر والأهلي أن تدرك أن الفوز لا يأتي بالاسم أو التاريخ، بل بالجهد والتخطيط الصحيح داخل الملعب، فلا مجال للاستهتار أو الدخول في المباراة بثقة زائدة لأن كرة القدم لا تعترف إلا بمن يبذل الجهد الأكبر داخل المستطيل الأخضر، فالتركيز منذ الدقيقة الأولى والتواضع والتعامل الذهني الصحيح مع اللحظات الحاسمة والاستفادة من دعم الجماهير في جدة كلها عوامل ستكون حاسمة في رسم ملامح مشوار الفرق السعودية في البطولة.
المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، والفرق السعودية تمتلك الجودة والخبرة التي تخولها للذهاب بعيدًا في البطولة، لكن عليها أن تثبت ذلك في الملعب لأن أي لحظة تراخٍ أو استهانة بالخصوم قد تكلّفها حلم التتويج القاري.
رسالتي
منتخبنا يخوض واحدة من أصعب وأخطر مراحله في التصفيات، فلنوقف كل الانتقادات ونقف جميعاً مع المنتخب، فلذة الفرحة مع المنتخب لايضاهيها أي فرحة، منصور يا أغلى شعار.
** **
- محلل فني