محمد العشيوي - «الجزيرة»:
أبرز مسلسل (شارع الأعشى) قيمة فنية لافتة في إبراز وجوه ساعدت على اتساع الأفق في الدراما السعودية إذ إن الساحة تتسع للكثير من الأسماء الشابة التي تمكنها التألق في الساحة الدرامية السعودية، لم تكن الرواية مجرد عمل عابر للنسيان بل كسب ثقة المشاهدين بالمتابعات الكبيرة عبر شاشات التلفاز.
العمل قدم صورة للحي الشعبي (سكيرينة) في شارع الأعشى بمنفوحة التاريخية، وقدم تجارب وصورا من العلاقات الاجتماعية وقصص الحب المدفونة التي عاشت لسنين مضت ومن ثم ذهبت كأدراج الرياح.
إلا أن الأعشى قدم مكتسبات غنية تقوم على إبراز الأسماء الشابة التي ستقود الكفة في المستقبل للعديد من الأعمال الدرامية ويأتي من بينهم (عائشة كاي) التي برعت في تجسيد شخصية الأم النجدية، حيث استطاعت بقدرة فائقة أن تقنع المشاهد بدورها من خلال اللهجة النجدية التي أتقنتها بمهارة، ما أضاف على الشخصية واقعية كبيرة كما نجحت في كسب الرؤية البصرية للمشاهد عبر تعابيرها العفوية وتفاعلها مع أحداث المسلسل، وخاصة في المشاهد التي تعكس دورها في تربية أبنائها داخل الحي الشعبي.
ظهور عائشة في هذا الدور في تجربة استثنائية عكست من الحالة النمطية والتسلسل الدرامي للرواية وبدورها تمكنت من كسب ثقة المشاهد من خلال الأداء وحتى الزي النسائي النجدي في فترة السبعينيات، وعكست الرواية بتحويلها لسيناريو محلي التي عكفت عليها الكاتبة بدرية البشر في توظيف الطاقات بفضل وجود مدققين وورش عمل للسيناريو في كافة الحلقات بإبرازها بطابع عفوي.
لمى الكناني الفتاة الطائشة وأحلام الحب الضائعة
تألقت لمى الكناني في أولى تجاربها التراجيدية، حيث قدمت شخصية الفتاة الطائشة التي تعيش في عالم من الأحلام والأوهام، باحثة عن الحب وسط متغيرات الحياة في حين أن أداءها الطبيعي وانفعالاتها المدروسة جعلتها تبرز كممثلة واعدة، خاصة في المشاهد التي جسدت فيها معاناة الفتاة التي تحلم بالحب، لكنها تصطدم بالواقع القاسي (لمى) في دور عزيزة قدمت شخصية الفتاة التي تحاول ملامسة الأحلام وربطها بالواقع ولكنها في كل مرة تفشل إلا أن ردة الفعل التي جسدتها أسهمت في بروز اسمها كشخصية لامعة في العمل بفضل إجادتها للأدوار المناطة لها.
آلاء سالم اللهجة النجدية والحب القديم
من بين الأسماء التي لفتت الأنظار، آلاء سالم، التي قدمت شخصية الفتاة التي وقعت في حب أحد شباب الحارة، لكن انتهت بالزواج من أحد أقاربها، وبرعت آلاء بتجسيدها لشخصية (عواطف) في تصوير الصراع النفسي الذي تعيشه الشخصية، حيث لا يزال حنينها يستذكر حبها القديم، على الرغم من استقرار حياتها الزوجية، إلا أن إجادة اللهجة النجدية وكسب ثقة المشاهدين جعلها واحدة من أكثر الشخصيات تفاعلاً على منصات التواصل، حيث حقق دورها صدى واسعًا.
وتعود شخصية عواطف إلى الفتاة التي عاشت تركض أمام أحلامها التي تلاشت، وكم من قصص حب مدفونة في أروقة منفوحة، وكم من قصة عاشت في المراهقة، وباتت واحدة من الذكريات الواقعية.
براء عالم تحدٍ جديد في الدراما السعودية
يعد براء عالم من الوجوه الشابة التي تخوض تجربة الدراما التلفزيونية لأول مرة بعد أن برز في الأفلام السينمائية حيث قدم شخصية سعد من خلال تدريبات مكثفة استمرت أربعة أشهر لإتقان اللهجة النجدية، ما انعكس على أدائه المقنع، هذا الالتزام بالتفاصيل جعل دوره محطة مهمة في مسيرته الفنية، حيث أظهر قدرات تمثيلية واعدة جعلته محط أنظار الجمهور وصناع الدراما. دور براء في تجسيد شخصية سعد هي واحدة من القصص المستوحاة من الواقع حيث انخرط في الجماعات الضالة التي شكلت عقبة في تلك الحقبة، ويعد العمل تحديا كبيرا في إجادة الأدوار خصوصا بالمشاهدات الكبيرة التي تمتع بها العمل.
(الجازي) بين اللهجة البدوية ومعاناة الزوجة
قدمت أميرة الشريف دور الجازي، الفتاة البدوية التي تحمل بصمة واضحة من ثقافة عائلتها، إلا أنها تستخلص الكثير من اللهجة البدوية في حديثها، ما أضاف إلى دورها طابعًا مميزًا، واستطاعت أن تعكس معاناة المرأة التي تعيش ظروفًا زوجية صعبة وقسوة الأيام، مقدمة أداءً حقيقيًا أثر في المشاهدين وجعلها تكتسب مشاهدات كبيرة في العمل، وتعيش بين صراعات العائلة والتحديات الاجتماعية والظروف القاسية التي تحيط بها، إلا أن «شارع الأعشى» أضاف أبعادا اجتماعية وإنسانية في حيثيات القصة، العديد من الأسماء الشابة كانت بارزة في العمل، ويأتي من بينهم طرفة الشريف، عبدالرحمن نافع، مها الغزال، وغيرهم.