يعد احتفاء الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» بالمناسبات الوطنية للمملكة العربية السعودية، مثل اليوم الوطني، ويوم التأسيس، ويوم العلم... وبقية المناسبات الأخرى، تجسيدًا للهوية الوطنية وتعزيزًا للقيم الثقافية والتاريخية التي قامت عليها المملكة. كما يعكس هذا الاحتفاء الدور الفاعل للفنون التشكيلية في التعبير عن مشاعر الفخر والانتماء، وربط الماضي العريق بالحاضر المزدهر والمستقبل الواعد.
وتحدثت الدكتورة هناء الشبلي رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» عن ذلك: إن الاحتفاء بالمناسبات الوطنية بجمعية جسفت يحقق أهداف الجمعية التي تتمثل في دعم وتنمية الحركة التشكيلية في المملكة، وتمكين الفنانين التشكيليين من الإسهام في توثيق تاريخ الوطن وإنجازاته عبر الأعمال الفنية، وتعزيز التفاعل المجتمعي مع الفنون البصرية. كما تهدف «جسفت” إلى نشر الوعي الفني في المجتمع، وتحفيز الإبداع والابتكار لدى الفنانين، وتقديم الدعم للمواهب الناشئة لتمكينهم من إبراز قدراتهم الفنية على مستوى محلي وعالمي، ونحرص كجمعية على أن تتماشى أهداف الخطة الاستراتيجية مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تعزيز الثقافة والفنون كجزء أساسي من التنمية الوطنية، وإن مبادرات «جسفت» تساهم في تحقيق مستهدفات الرؤية من خلال تعزيز الهوية الوطنية، ودعم المواهب الإبداعية، وتطوير قطاع الفنون ليكون إحدى الركائز الثقافية والاقتصادية للمملكة. كما تسهم الجمعية في تحقيق مستهدفات جودة الحياة عبر نشر الفنون التشكيلية وإثراء التجربة الثقافية للمجتمع، إضافةً إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للفنون والثقافة، ويدعمنا في ذلك وجود فروع للجمعية في المناطق والمحافظات كرافد قوي يساهم في تفعيل الأهداف، ولا يمكن إغفال دور وزارة الثقافة التي تدعمنا ماديا ومعنويا لتحقيق ما نصبو إليه من بداية إنشاء الجمعية، كما أن المواءمة حديثا بين الجمعية المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي مكنتها من أداء دورها بفعالية.
وأيد الأستاذ محمد السعد المدير التنفيذي لجمعية «جسفت» ذلك بقوله: الفن هو لغة تعبير عالمية، ومن خلاله يمكننا توثيق تاريخنا وإبراز إرثنا الحضاري بشكل إبداعي، ولهذا السبب حرصت الجمعية على تفعيل هذا اليوم في جميع فروعها، لإتاحة الفرصة للفنانين في مختلف مناطق المملكة للمشاركة في تقديم أعمال فنية تعكس روح التأسيس وقوة الانتماء.
ولكي نتعرف على أدوار فروع جسفت في تفعيل المناسبات الوطنية بالمناطق والمحافظات تتحدث الأستاذة مها الصويان مديرة جسفت فرع الرياض بقولها: توظيف الفنون البصرية في الاحتفاء بهذه المناسبة يسهم في نقل الرسائل الوطنية للأجيال الجديدة، بأسلوب حديث يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ولقد حرصنا هذا العام بإقامة ملتقى «يوم بدينا» تحت عنوان ( دور الفنون البصرية في تعزيز الشخصية السعودية والهوية الوطنية) بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري، والذي تضمن ندوة ثقافية وأمسية شعرية مع رسم حي أمام الجمهور شارك فيه فنانون تشكيليون وفنانات، ورافق ذلك عزف موسيقي وأوبريت قدمته مدارس ابن رشد الابتدائية.
كما ذكر الدكتور علي مرزوق مدير جمعية جسفت فرع عسير: إن تفعيل المناسبات الوطنية أهم أهداف الفرع بعسير، وقد أقمنا هذا العام فعالية معرض «يوم بدينا التشكيلي» الذي افتتح 22 أغسطس 2025م في مركز موجان بارك بخميس مشيط بدعم من أصحابه، احتفاءً بيوم التأسيس.
وذكر الاستاذ محمد الخرجي مدير جسفت فرع الخرج: إن الاحتفال بيوم التأسيس من خلال الفنون ليس مجرد تجسيد للتاريخ، بل هو تأكيد على أن الإبداع هو امتداد لهويتنا الوطنية، ولهذا فقد أقمنا فعاليات متنوعة في قرية الخرج التراثية كالرسم المباشر، وإقامة معرض تشكيلي ومجسمات جمالية في حديقة البلدية بدعم من مركز الهياثم تعبر عن الولاء والانتماء للوطن، وشارك الأطفال بالتلوين للتعبير عن حبهم للوطن وفرحتهم بيوم التأسيس.
وشارك الأستاذ خالد با يونس مدير جسفت فرع مكة المكرمة بالحديث بقوله: إن الاحتفال بيوم التأسيس من خلال الفنون ليس مجرد تجسيد للتاريخ، بل هو تأكيد على أن الإبداع هو امتداد لهويتنا الوطنية، وقد احتفلنا هذا العام بيوم التأسيس برعاية فندق إم ملينيوم شارع إبراهيم الخليل. وكانت الفعالية عبارة عن رسم مباشر بحضور مدير الجمعية وأعضاء الإدارة وأعضاء الجمعية من الفنانين والفنانات والإداريين من الفندق ونزلاء الفندق وبعض من فنانين والإعلاميين من مكة.
كما أضاف الاستاذ نذير ياورز مدير جسفت فرع جدة بقوله: احتفلت جسفت جدة بيوم التأسيس 2025م بإقامة معرض تشكيلي جسد هذه المناسبة التاريخية الخالدة بمشاركة 77 فنانا وفنانة عرضوا مئة عمل فني من مختلف الأساليب والمدارس الفنية بالتعاون مع مركز أدهم للفنون الذي احتضن هذا المعرض ودعمه، كما تم إقامة جناح تحت مسمى «مجد وطن» بالتعاون مع رابطة كرة القدم بجدة تحت مظلة الاتحاد الرياضي تزامنا مع استضافة المملكة لكأس العالم 2034م.
كما شارك بالحديث الأستاذ محمد الغباري مدير جسفت فرع نجران بقوله: الفن التشكيلي قادر على أن يكون جزءًا من رواية تاريخنا المجيد، ليظل حاضرًا في وجدان الأجيال القادمة، تمامًا كما بقيت الدولة السعودية راسخة وقوية عبر العصور، ولهذا نفذنا فعالية «الرسم الحر» و «الرسم على الوجوه» في مقر وزارة الصحة بمنطقة نجران وبدعم منها، حيث شارك كل من الفنانة فوزية نصر وريما المالكي وهيلة صالح بإشراف نائب المدير أ. عبد الله آل فاضل.
وختاماً، ستستمر الجهود المبذولة من فروع جمعية جسفت بالمناطق والمحافظات والتي تعمل على تنظيم الفعاليات والمعارض وورش العمل لتعكس روح المناسبات الوطنية، وتمكن الفنانين في مختلف المناطق من المشاركة في هذه الاحتفالات والتعبير عن انتمائهم وإبداعهم الفني. كما تتيح هذه الفروع الفرصة لتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية، وتعزيز التواصل بين الفنانين والجمهور، ما يسهم في تعزيز الوعي الفني وترسيخ القيم الوطنية من خلال الفنون التشكيلية.