رمضان جريدي العنزي
النفوس الكبيرة راقية، جميلة وأنيقة، لها حلم ودعة وكرم، جُبلت على الخير والمحبة والعطاء والسلام، قيمها عالية، ومبادئها سامية، وثباتها على الحق دائم، لها صفاء ونقاء وبياض، واضحة وضوح النهار، وشفافة كالماء الزلال، لها ركادة ورزانة، وتأنق وتألق، تترفع عن الدنايا والخطايا، وتبتعد كثيراً عن الأساءات والمناكفات والتباغض والتحاسد، وترفض الخطأ والزلل، لا تعرف مراجل الحقد والغل، وتمقت اللغو والهجاء، ولا تميل للخبث والدناءة، شخصيتها بائنة، ولا تهوى التلون والتبدل، وخطها مستقيم، لا انحراف به ولا اعوجاج، تبتغي الهدوء والسلام، وتمج الخراب والدمار، وتبتهج للصالح من الأعمال، لا تهمز ولا تلمز ولا تمشي بالنميمة، عفيفة لطيفة، وأعمالها فريدة، ما عندها معائب ومثالب، بينها وبين النبل والشهامة مقاربات كبيرة، لا تتبجح ولا تتكبر ولا يعتريها الزهو والغرور، تظهر نفس ما تخفي وتبطن، وتنطق بما يسر، لا تمارس الخداع والزيف والدجل، كلامها راكد، وحديثها أنيس ونيس، تمقت الصغائر وتترفع عنها، لا تعرف الانتهازية ولا الذاتية وتلفظ النرجسية، إن عملت فبصمت، وأن أعطت فبسر، لا تهوى نفخ المزامير، ولا قصيد المدائح، ولا تجيد التباهي، تكره الخصام، وتحب الوئام، صدورها شاسعة، وحكمتها عالية، ونظرتها بعيدة، إن النفوس الكبيرة ملح الحياة وسكرها، عسلها وشهدها، شجرتها وظلها الوارف، واحتها الخضرة، وماءها العذب، وهواؤها العليل.