تركي بن رشود الشثري
في ديوانية القلم الذهبي تلك الفكرة التي أصبحت واقعًا في وقت قياسي على يد المستشار تركي آل الشيخ سعدت بالاجتماع مع عدد من المثقفين لمناقشة موضوع «يوم العلم وهوية المبدع السعودي»، كانت فرصة للحديث عن تأثير الهوية الوطنية على الإبداع السعودي وكيف يمكن أن يشكل العلم الوطني مصدر إلهام للمبدعين في مختلف المجالات.
الهوية الوطنية رمز وشعار وقيم ومبادئ تشكل أساس وجودنا كمجتمع، عندما نتحدث عن «يوم العلم» فإننا نتذكر العلم الأخضر الذي يرفرف بالعز، ونستلهم منه القوة التي تدفعنا نحو تحقيق أحلامنا وتوجهنا لتحقيق الطموحات الغالية، فالعلم بمثابة الرمزية الثقافية، يعكس تاريخنا الطويل وحضارتنا، ويبعث في المبدع السعودي شعورًا بالمسؤولية تجاه هذا الإرث الكبير.
الهوية السعودية هي مجموعة من القيم التي تشكل الإنسان السعودي، بدءًا من التراث الثقافي والديني وصولًا إلى القيم الاجتماعية التي تحدد كيف يتفاعل الأفراد مع بعضهم البعض، تسهم الهوية الواضحة في تعزيز قدرة المثقف على الإبداع والابتكار، فهي تمثل ركيزة قوية تدفعه لتقديم أفضل ما لديه.
المبدع السعودي، بفضل هذه الهوية، يجد نفسه جزءًا من مشروع أكبر، يربطه بوطنه وبإرثه وبمجتمع يفاخر بماضيه ويتطلع نحو المستقبل، هذه الهوية توفر إحساسًا بالانتماء، وهو ما يؤدي إلى تطوره في مجاله سواء كان في الفن، الأدب، أو أي مجال آخر، فالمبدع لا يعمل في فراغ، بل هو موجه بالأهداف المشتركة للوطن، وبإرث ثقافي يتغذى منه ليبدع ويقدم المفيد.
إحدى المزايا الفريدة التي توفرها الهوية الوطنية هي القدرة على المزج بين الأصالة والحداثة، على الرغم من التحديات المعاصرة التي يواجهها المثقف في ظل العولمة والرقمنة والذكاء الاصطناعي المتغول، إلا أن الهوية تظل نقطة انطلاق مركزية لابتكار حلول جديدة في السياقات المعاصرة مع الحفاظ على أصالته، بالإضافة لتطويع ما مر ذكره للسمو بالعمل الإبداعي السعودي نحو العالمية، بل بمعنى أدق جلب العالم لرؤية المنتج الثقافي السعودي الذي لم يعد شكلًا من أشكال الرمزية المعنوية، بل أصبح قطاعاً اقتصادياً عريضاً ومتنوعاً، هذا التوازن بين القديم والجديد هو ما يجعل الإبداع السعودي محط إعجاب وتقدير عالمي.
وفي ظل رؤية المملكة 2030، بات المبدع السعودي جزءًا لا يتجزأ من هذا التحول الكبير، تتاح له الفرص أكثر من أي وقت مضى لتقديم أفكار جديدة تسهم في تقدم الوطن في كل المجالات.
رؤية المملكة تشجع المبدعين على الابتكار والتفكير خارج الصندوق، بينما تظل الهوية الوطنية هي الدافع القوي الذي يقودهم نحو المستقبل.
من خلال هذه المناقشات التي جرت في ديوانية القلم الذهبي، تبين لنا أن المبدع السعودي يمتلك قدرة فريدة على المزج بين ما هو محلي وما هو عالمي، لتشكل هذه الممارسات في الفضاء الثقافي رابطًا حيًا بين الماضي والمستقبل.
يوم العلم تذكير دائم بما يشكل هوية هذا الوطن، وبالدور الذي يلعبه المبدع السعودي في تحقيق تطلعات المملكة، دامت المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًا للإشعاع الثقافي.