صيغة الشمري
تخبرني إحدى الصديقات الصدوقات عن صديقة لها كانت تعاني الأمرين من ضغوط الحياة وتربية الأبناء ومعاملة الزوج، وتصرفات بعض الصديقات وحقوق الأهل حتى وصلت لدرجة أن أي اتصال هاتفي يأتيها تشعر معه بالرعب والخوف من أن يحمل مصيبة قادمة، تكره الخروج من غرفتها وتجد مشقة كبيرة في أداء واجباتها المنزلية، وعندما وصلت لحد الانهيار صارحت هذه الصديقة بكل ما تعانيه، فقابلتها بابتسامة الخبيرة الواعية ووعدتها أن كل مشاكلها ستحل خلال ثلاثة أشهر بإذن الله.
قابلت هذه البشرى ببكاء ونحيب يكسر القلب من شدة ما عانته سابقاً من فقد طعم الحياة، وفقدان البهجة لدرجة تصبح معها الحياة معدومة من أي حياة، تقول صديقتي إن صديقتها وعدتها بأن تنفذ جميع نصائحها، في الحقيقة كانت هي نصيحة واحدة وبسيطة ومباشرة: اذهبي إلى طبيب نفسي، تقول إن صديقتها استقبلت النصيحة بكل جدية نتيجة لمرضها الشديد ولثقتها الكبيرة في هذه الصديقة، المهم بعد ثلاثة أشهر عادت هذه الصديقة لتشكر صديقتها على هذه النصيحة التي أعادت لها طعم الحياة وبهجة الحياة، وعادت لتواصل مسيرتها في المجتمع وتحقق النجاح تلو الآخر، تقول إنها تتمنى أن تطرق باب كل بيت وتترجى أصحابه أن ينظروا للطب النفسي كما ينظرون للطب البشري العادي، مثلما هناك أجزاء من الجسد يتفاقم ألمها وتزداد خطورتها إن لم يتم علاجها، هناك أجزاء من جسدك النفساني قد يزداد ألمه ويزداد شره إن لم تعالجه، مثلما إهمال علاج جزء من جسدك قد يقتلك هناك أيضا إهمال علاج جزء من جسدك النفساني قد يقتلك
القضية بسيطة جداً ولا تستحق مكابدة سنين من العذاب النفساني بسبب الخجل من الذهاب لطبيب نفسي، قد تكون بعض الأمراض النفسية أشد خطراً من الأمراض الجسدية، لذلك لابد من تكاتف الجميع في دعم برامج وقاية نفسية وتأهيل نفساني يكون خط الحماية الأول قبل المرض، ولمنح الشخص الجرأة المسبقة على التعامل مع الطبيب النفساني دون خوف أو حرج من المجتمع، لابد أن نكافح هذا النوع من الأمية والجهل والخجل تجاه شيء مهم بحجم الطب النفسي.