إيمان الدبيّان
التعليم عملية تفاعلية تكاملية بين وزارة التعليم بمناهجها وكوادرها وخططها واستراتيجياتها، وبين الأسرة بوعيها وثقافتها وتربيتها وسياستها ومبادئها والمخرج بينهما ومنهما واحد هو نجاح العملية التعليمية التي يدور ويرتكز محورها على الابن الطالب.
دور وزارة التعليم لا يمكن أن يثمر بلا وعي الأسرة بدورها تجاه أبنائها تربوياً وصحياً وفكرياً؛ لذا فإن غياب بعض الطلاب الذي نسمع عنه تحديداً في شهر رمضان الفضيل أرى أنه بسبب غياب وعي الأسرة التي تعتقد أن الغياب حل بديل.
إن غياب الوعي الأسري بأهمية سير العملية التعليمية سيراً صحيحاً كما حددتها الوزارة جعل بعض الأسر تضع لها تقويماً دراسياً مختلفاً تماماً عن التقويم الدراسي المعتمد، فالطالب تعتمد أسرته حضوره حسب تقويمها الوهمي الذي وضعته هي والذي تبدأ الإجازة فيه قبل الإجازات الرسمية وتبدا الدراسة فيه بعد البداية الفعلية؛ إذاً قضية غياب الطلاب عن المدارس هي قضية وعي أسرة وليست قضية الدراسة في شهر رمضان وهنا دور وزارة التعليم في نشر وتأصيل ثقافة وعي الأسر التي تدعم غياب أولادهم عن مدارسهم.
غياب جماعي يُشتكي منه شتاء وصيفا ولكن بلا تجارة علمية رابحة ويُسمع عنه فطرا وصياما بلا استثمارات صحية ناجعة.
بعض الأسر متذمرة من عدد الفصول الدراسية وأخرى غير متقبلة آلية الإجازات الطلابية الصيفية أو الشتوية وغيرها منزعجة من ساعات الدوام الرمضانية فيغيب وعيها ويحضر للغياب دعمها.
أعزائي المسؤولون عن الطلاب أسريا إن كان أولادكم هم فلذات أكبادكم فإننا نرى كل طالب هو ثمرة مستقبلنا في مخرجات وطننا فالتعليم أمانة في أعناق الكوادر التعليمية ومسؤولية عظيمة في المهام الأسرية.
العملية التعليمية المفعلة أساس جودة الحياة المؤملة وهي بذرة الاقتصاد المتين والفكر الرزين ومستهدف الرؤية الوطنية للأجيال خلال السنين؛ لذا متى سنرى برامج للأسر توعوية حتى لا تكون هناك غيابات طلابية؟!
ولماذا لا يكون هناك رسائل توعوية إعلامية أو تنبيهية لتأثير الغياب السلبي؟! فأثره سيل للعقول جارف وإعصار للوقت غارف.
الصيام ليس داعماً للفشل بل حافزا للأمل ورمضان ليس شهراً للكسل بل دافعا للعمل.