م. سطام بن عبدالله آل سعد
ثلاث مباريات فقط تفصل الهلال عن اللقب الآسيوي، وتعزيز مكانته كزعيم للقارة، وكتابة تاريخ جديد، إلا أن المشوار لن يكون سهلاً، فقد تجاوز باختاكور الأوزبكي برباعية نظيفة، مستعيدًا شيئًا من بريقه، غير أنه لا يزال أمام تحديات تتطلب ثباتًا ذهنيًا وفنيًا، فالمراحل القادمة لا تحتمل الأخطاء، وأي تهاون قد يُكلفه الحلم القاري.
يمتلك الهلال عناصر قوية، وتاريخاً آسيوياً يهابه الجميع، وجماهير لا ترحم التراجع، لكنه يواجه خصومًا طامحين، بدءًا من النصر والأهلي وصولاً إلى السد وكاوازاكي الياباني. فالتحدي الحقيقي ليس فقط في تجاوز المنافسين، وإنما في قدرته على الثبات وسط ضغط المباريات والإرهاق.
الفريق فقد نقاطاً محلية ثمينة، ومر بفترات اهتزاز، ومع ذلك نجح في تصحيح المسار آسيوياً، فهل يواصل بنفس النسق أم يعود إلى التذبذب في اللحظات الحاسمة؟ لأنَّ المباريات القادمة هي مفترق طرق، حيث لا مجال للتهاون أو الحسابات الخاطئة، فربع النهائي اختبار صعب، ونصف النهائي لا يقبل التراجع، والنهائي لا يعترف إلاّ بالبطل. وهذه اللحظة تتطلب أداءً استثنائيًا، فإما أن يواصل الهلال طريقه نحو الذهب، أو يجد نفسه خارج المنافسة بسبب تفاصيل صغيرة.
على جيسوس إدارة المرحلة المقبلة بحنكة والعمل على تحقيق اللقب، وإلا فسيجد نفسه تحت سخط الجماهير إذا عاد الفريق إلى دوامة التخبط، خاصة أن الضغط بلغ أعلى مستوياته، فالهلال بحاجة إلى عقلية البطل التي صنعت مجده، لا مجرد مهارات فردية قد لا تصمد أمام المنافسين الكبار. في المقابل، الفرق الأخرى ليست بعيدة عن المشهد، فالنصر دخل المنافسة بقوة، والأهلي يعيش فترة انتعاش آسيوي، وكلاهما يترقب أي تعثر للهلال. ورغم شراسة المنافسة، يبقى الهلال الفريق الأكثر خبرة في البطولة، والأقرب لحصد اللقب إذا نجح في فرض شخصيته والاستمرار بنفس النسق حتى النهاية.
المعادلة واضحة، فالهلال يمتلك كل الأدوات التي تؤهله لحصد اللقب، غير أن النجاح مرهون بالثبات حتى اللحظة الأخيرة. فإن لعب بروحه الحقيقية وثقافة البطل، فلن يكون للكأس وجهة أخرى، فهو سيد آسيا.. ما لم يتنازل عن عرشه!
** **
- مستشار التنمية المستدامة