سليمان الجعيلان
ماذا يعني أن يلعب فريق الاتحاد أربع جولات وأن يعقد مدرب الاتحاد السيد لوران بلان أربعة مؤتمرات صحافية منذ انتهاء مباراة الهلال أمام الاتحاد التي أقيمت في 22 فبراير الماضي، ويظل السيد لوران بلان يتحدث ويستحضر في مؤتمراته الصحفية مواجهة الهلال وأنها تركت تبعات فنية ولياقية على فريقه ولاعبيه، ليس هذا فحسب، بل ويستمر بالتغني بمستوى فريقه أمام الهلال، كما تحدث في المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد لوران بلان عقب انتهاء مباراة فريقه أمام الرياض الخميس الماضي، وقال فيه وبدون أي مناسبة ( لقد لعبنا أمام الهلال بشكل جيد ..) ؟! هذا يعني أن مدرب الاتحاد السيد لوران بلان وضع الهلال مقياسا ومعيارا لتقييم أداء فريقه ومستوى لاعبيه، وأنه تنفس الصعداء بالفوز على الهلال ليكون عذرا وحجة له عند منتقديه كل ما احتاجه !!.. وماذا يعني ان فريق الاتحاد منذ انتصاره على الهلال في تلك المباراة في الجولة 21 من دوري روشن قد تعثر في ثلاث مباريات متتالية بالتعادل وبذات النتيجة 1-1 أيضاً، وكانت تباعاً أمام فرق: الخليج، والأخدود، والقادسية، وأنقذته الأخطاء التحكيمية من التعثر الرابع في مباراته أمام الرياض التي استفاد منها الاتحاد كالعادة؟!..
هذا يعني أن الاتحاد ولاعبيه قد استنفذوا التركيز الذهني والدافع المعنوي في مباراة الهلال تلك والتي كانت بعنوان ثأر كروي لحفظ ماء الوجه لنجم فريق الاتحاد كريم بنزيما ورفاقه أمام سطوة وسيطرة الهلال في مواجهة الاتحاد الفترة الأخيرة، وبعدها اقتنعوا بقدراتهم وقعدوا على هذه الأطلال بالفوز على الهلال !!..
وماذا يعني أن يحرص هداف فريق الاتحاد كريم بنزيما على التسجيل في مباراة الهلال تلك، ثم يغيب بنزيما عن التسجيل في جميع المباريات الـ4 التي لعبها عقب مباراة الهلال على الرغم من مشاركته أساسيا في كل المباريات ؟! هذا يعني أنه حتى النجم الفرنسي كريم بنزيما عرف الثقافة الاتحادية وفهم اللعبة الإعلامية فسجل على الهلال ثم دخل في الصيام عن التسجيل قبل وبعد دخول شهر رمضان!!..
ولعلي أتوقف عند هذا الحد من هذه القراءات والاستنتاجات الكثيرة والتي من السهل سردها والإسهاب فيها، وفي تفاصيلها عن أن فريق الاتحاد ومدربه ولاعبيه سيظلون رهينة الهاجس والمخاوف من الهلال مهما تعثر الهلال ومهما كان الهلال في أسوأ أحواله الفنية وأوضاعه الطبية، وأنهم أي مدرب ولاعبي الاتحاد ربما مازالوا يتذكرون صدمة ما حدث موسم 2022 وفارق الـ16 نقطة بين الاتحاد والهلال، وكيف أن الهلال جاء من بعيد وخطف لقب الدوري آنذاك، ولذلك يخشون صحوة الهلال في أي لحظة ويعيد التاريخ نفسه !!..
وعلى كل حال، صحيح أن الاتحاد لا يعاني من تداخل المسابقات المحلية والقارية ومن تفاقم الإصابات الكبيرة والمؤثرة كما يعاني منها الهلال، وصحيح أن الهلال قد لا يتعافى سريعاً وأنه قد يصحو متأخراً وأن فارق النقاط قد يستمر بين الاتحاد والهلال طويلاً، ولكن الأكيد أن الاتحاد سوف يسقط لا محالة لسبب بسيط وهو الاتحاد يفكر بالهلال كثيراً، وهذا ما يفسر ويبرر هذا الاستسلام المعنوي، وهذا الانكسار النفسي الاتحادي أمام منافسة الهلال، ولذلك على مدرب ولاعبي الهلال أن يسرعوا وينتزعوا صدارة الدوري ليعود الاتحاد لوضعه الطبيعي !!.
السطر الأخير
ماذا لو أن لجنة الحكام أوقفت ثلاثة حكام محليين بسبب أخطائهم في مباريات استفاد منها الهلال ؟! وماذا لو أن الهلال كسب تسع نقاط بأخطاء تحكيمية كوارثية وساهمت في تصدره الدوري ؟! وماذا لو أن الهلال استفاد من تمديد وقت بدل الضائع وسجل بعض أهدافه فيها وأهدته بعض النقاط غير المستحقة ؟! مثل هذه التساؤلات والاستفسارات أفضل من يجيب عليها هم بعض جمهور وإعلام الاتحاد الذين يكابرون ولا يعترفون بالحقيقة بأن هذه الأخطاء التحكيمية المؤثرة هي من قادت فريقهم لصدارة الدوري، وما محاولة التنصل من هذه الحقيقة إلا لعبة جماهيرية وإعلامية مكشوفة أكل الدهر عليها وشرب!!..
نقطة آخر السطر.