مبارك بن عوض الدوسري
بروح متوجة بمعاني الفخر والاعتزاز، ومتوهجاً بحب فعل الخير وخدمة الآخرين، تغدو جنى عبدالله الزبيدي، يومياً قُبيل صلاة العصر إلى المسجد الحرام، ضمن فتيات الكشافة من مرحلة المتقدمات لخدمة المعتمرين والمصلين والصوام، ضمن المشاركات في معسكر الخدمة العامة بموسم رمضان المبارك بمكة المكرمة لعام 1446هـ الذي تُقيمه جمعية الكشافة العربية السعودية بالتعاون والتكامل مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة.
جنى ذات السبعة عشر ربيعاً والتي عشقت الكشافة والعمل التطوعي، تشرف كل يوم مع زميلاتها بشرف الخدمة في أطهر بقاع الأرض، محتسبة الأجر في أداء مهمتها، ومفتخرة بما منحها الله لها وزميلاتها من شرف عظيم تجلى في خدمة المعتمرين وقاصدي المسجد الحرام.
فتاة الكشافة «جنى» من الوحدة الكشفية بالمدرسة الثانوية الأولى التي تُسهم بالعمل التطوعي في المراكز الصحية المًحيطة بالحرم المكي، بعد أن تم تأهيلها كشفياً بإجادة العديد من المهارات الكشفية، وفنياً بتدريبها على مهارات الإسعافات الأولية، وآداب ومهارات التعامل مع الآخرين، تؤكد أنها تشعر بالفخر والاعتزاز وهي تتوشح المنديل الكشفي على البزة الكشفية حيث تؤدي رسالتها في خدمة المرضى والمراجعين من بعد صلاة العصر إلى ما بعد صلاة التراويح، فتعود لمنزلها تحكي لأسرتها بشغف سعادتها من أن يومها كان سعيداً لكونها كانت جزءاً من إسعاد الآخرين، وكلها روح وثابة تتطلع إلى يوم جديد تعود فيه إلى عملها الذي عشقته وتفخر به، وتتمنى أن يتحقق حلمها ويأتي اليوم الذي ترتدي في معطف الطبيب وتمسك مبضع الجراح وتكون مساهمة في تخفيف الألم عن الآخرين.
مهام جليلة تُسطرها فتيات الكشافة بين جنبات المسجد الحرام، وعمل مستمر على قدم وساق مع العديد من الجهات ضمن كل ما تسخره المملكة من إمكانات لخدمة المعتمرين وتوفير كل سبل الراحة لهم في منظومة عمل كبيرة وجبارة كشفت عن جوانب إنسانية للكشافة ولكل أبناء وبنات المملكة الذي اصطفاهم المولى عز وجل لتلك المهمة.
المشرفة على الفتاة بطلة قصتنا تلك الأستاذة رحاب نجاتي، اعتبرت ما تقوم به بطلتنا تجسيداً للقيم الكشفية في أسمى صورها من خلال حب العمل التطوعي، والعمل الإنساني الذي هو نموذج لما تقدمه زميلاتها الأخريات بروح متفانية تعكس جوهر الكشافة التي تقوم على ثلاثة مبادئ منها القيام بالواجب نحو الآخرين.