د. ماجد بن ثامر آل سعود
يشهد النظام الدولي مرحلة انتقالية تحفها مخاطر الحرب في ثلاث مناطق رئيسية حول العالم:
1- الشرق الأوسط
2- أوكرانيا
3- تايوان
تختلف هذه المناطق من حيث حدة الصراع، وذلك بسبب التباين الشديد بين الأطراف المتنازعة في كل منطقة.
وفي وقتٍ حساس كهذا، يبرز الدور المحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله، عبر سياسة الانفتاح والتوازن مع جميع الأطراف، بما يعزز الاستقرار الإقليمي والدولي.
ويتجلى هذا الدور في القمة التي استضافتها السعودية بين الرئيسين الأمريكي والروسي لمناقشة الحرب في أوكرانيا. هذه القمة تأتي في ظل عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إنهاء الحرب، وسعيه إلى تطوير علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولم يجد ترامب سبيلًا لتحقيق هذا الهدف سوى السعودية، نظرًا لعلاقاتها الإيجابية مع جميع الأطراف، وهو ما ظهر جليًا في الوساطة الناجحة التي قامت بها الرياض في 2022 لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وبالرغم من تباين المواقف بين الرئيس الأوكراني وكل من الرئيسين الأمريكي والروسي، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أدرك لاحقًا أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي قد تساعده في الحصول على أفضل الشروط الممكنة من روسيا، خصوصًا بعد لقائه الحاد وغير المثمر مؤخرًا في البيت الأبيض.
إن ما تقوم به السعودية لا يقتصر على استضافة الأحداث كطرف محايد، بل يعكس نفوذها الواسع وتأثيرها العميق على جميع الأطراف، مما يؤهلها للعب دور قيادي عالمي يليق بثقلها الإستراتيجي والاقتصادي والسياسي.
هذا الدور المتنامي سيجعل من السعودية لاعبًا أساسيًا في رسم ملامح النظام العالمي الجديد، حيث يتعذر على القوى العظمى تخطيها في إعادة صياغة القواعد الجديدة للعلاقات الدولية.