د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
احتفت بلادنا الغالية في الأسبوع الماضي بيوم العَلَم السعودي (الثلاثاء 11 مارس) وعنوان المقال جزء موقر مقدر من نشيد بلادنا الوطني ؛ وهو نداء حماسي لبلادنا حيث يحتضن العلم السعودي الأخضر الذي يشع منه النور المسطر فيخلب الألباب تتوسطه الشهادتان (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، والعلم السعودي ذلكم الرمز الخالد في الهوية الوطنية الذي يحملُ شرف الانتماء للوطن قد حظي باحتفاء وطني مكين حين صدر الأمر الملكي الكريم بتخصيص يوم الحادي عشر من شهر مارس من كل عام يوما للعَلَم السعودي للإشادة والحديث وبث المشاعر نحو تلك الرآية الخضراء الخالدة بإذن الله، وللعَلَم السعودي نظام ومواصفات فيما يخص اللون الأخضر لكيان العلَم واللون الأبيض للكتابة وكذلك لشكل العَلَم محددات لطوله وعرضه والشهادتان تضيئان متن العَلم وتحتهما رسم للسيف الذي يمثل القوة والعدالة؛ وللعَلَم في المملكة العربية السعودية مراسم وطقوس في التعامل داخليا وخارجيا وخصيصة فريدة أنه لايُنكس لأنه يحمل كلمة التوحيد!
وهو راية تحمل معاني الاعتزاز والعزة والافتخار بمضامين تشكيل العَلَم ومكوناته الرمزية التي تُشير لها تلك المكونات أولا، ثم باندماجه مع أثير الوطن واحتفاءاته ومناسباته الثرية التي تعبر عن تاريخ، مازال يحتفل واقفا بكل إنجازاته وقفزاته الحضارية المُبهرة ثانيا..
ولقد كان تخصيص يوم للعلم السعودي منهمرا بمفاخركثيرة وكبيرة تستعرض تاريخه في عهودنا المشرقة التي ألبسته حللا من الطروحات المكتنزة ليكون يوم العلم اصطفاف آخر تمتزج ألوانه مع الحضارة السعودية الحديثة التي امتلأت بها بلادنا فاهتزت وربت..
ويوم الَعلم السعودي صيد عبقريٌّ للاحتفاء بتاريخنا الوطني الأشم، ولقد تواشج الحدث مع ابتهاج المواطنين الذين توشحوا بالعَلَم وساروا به على ظهور مركباتهم ومن نوافذها؛ وصار الاحتفاء بيوم العَلَم السعودي توظيفا صادقا لمفهوم الرآية (العَلَم) كمصدر للحماسة الوطنية الوافرة، وفي كل المحافل الدولية التي تشارك فيها بلادنا في المنافسات الدولية فهناك يرفرف العَلَم السعودي ليذكي روح الحماسة نحو منصات التتويج والصدارة، وهناك يحمل العَلَمُ معاني الإحتفاء بالفوز فتحمل الراية الخضراء حضور بلادنا في المنافسات وتنطق بأخبار الفوز وفرحتهم، ويستشرفون من خلاله مستقبلهم بتوفيق من الله.
لقد كان تخصيص يوم للعَلَم مفتتح وطني نال الاستحقاق وتجاوز في بروزه اللحظات المعتادة إلى لحظات انتماء عالية كعلو العَلَم فوق السارية!
ويبقى وطننا الغالي، المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيروسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله يصنع ُ لكل مفردات بلادنا وتاريخها جمالا مختلفا وحضارة ناطقة، ولكل تشكيلات الوطن اسما ورسما ووسما وحفاوة ومازالت المراكب تنساب وهي تحملُ أوامر ملكية كريمة فوق صهواتها ليكتب التاريخ عنفوانها وشموخها!
وفي بلادنا الأثيرة، تلك النابضة بالمكون السعودي الفاخرالذي يبرز للعالم بكل تجلياته، وقد طوقتها بهجة المناسبة عندما كان للعَلَم يوم ووسم وارتباط بالكيان الشامخ وارتباط بالأرض والمعاني الخالدة والبطولات التي كانت الراية السعودية (البيرق) تتصدر صفوف الجيوش، ولذلك ابتهجنا بيوم العَلَم الذي سوف يتعالق مع جهود فوارة لتفعيل المعرفة الواسعة بالتاريخ الوطني الغزير..
راية التوحيد سودي واغلبي..
وتسامي في ذرانا الأرحب
واخفقي نحن لك الشعب الأبي..
من جميل لجميل الموكب.