سهم بن ضاوي الدعجاني
على ضفاف وادي حنيفة التاريخي، كان الحاضر على موعد مع الإبداع السعودي قبل بزوغ الفجر من خلال «سحور الدرعية» في نسخته الرابعة لهذا العام، بطريقة مبتكرة وغير مسبوقة في فن «التسويق المستدام» لمنجزات قلب الوطن «الدرعية» ولمزيد من عناق فريد بين التراث والحداثة، عبر جولة على المشاريع الحالية والمستقبلية المبهرة لخلق تجربة سعودية استثنائية، هنا في «الدرعية» مهبط المجد السعودي، هذا العام نجح «سحور الدرعية» في جمع مختلف الشرائح من رواد التسويق والتواصل والإعلام السعوديين، في مبنى النموذج المستقبلي للدرعية، الذي هو في الواقع مشروع الأحلام ومدينة التاريخ والمستقبل، بل نجح باقتدار في صناعة رحلة طويلة تذكرنا بالأمجاد السعودية الراسخة في التأريخ البعيد لتطوير وإبراز ملامح التنمية العصرية المستدامة في أمسية استثنائية، عزفتها أيد سعودية وصنعت من العقول العاشقة للتجديد والتطوير والابتكار على الطريقة النجدية المتناغمة مع ظروف المرحلة، صنعت منهم رقماً صعباً في إدارة التنمية المحلية.
لقد كان الحضور على موعد مع سهرة تأريخية لا تسمع فيها إلا أحاديث ملهمة عن مركزية المبادرات في ترسيخ أهمية الحرف اليدوية على ضفاف عام الحرف اليدوية 2025، كنموذج وطني يحرك الاقتصادات الثقافية المحلية والإقليمية، ونجحت تلك الليلة الرمضانية المباركة التي أضاءت فوانيس التأريخ والتراث و العطاء بشكل استثنائي في رسم خارطة طريق نحو المنجزات المتحققة في رحلة تطوير الدرعية المكان والحالة من خلال استعراض أبرز ملامح التنمية المستدامة في مشاريعها النوعية، لتعبق برائحة التصاميم النجدية وفرصها المستقبلية، التي أبدعت في تشكيل المدن الحضرية هنا على ضفاف التأريخ السعودي.
السؤال الحلم
متى يتحول «سحور الدرعية» إلى علامة فارقة في مسيرتنا التنموية وتأريخ الإدارة السعودية؟ سيتم ذلك، إذا تحول «سحور الدرعية « إلى ثقافة إدارية تصنع «بيت خبرة» سعودي تشع نوافذه التأريخية نوراً تطويرياً وتجديدياً لمختلف مفاصل التنمية على امتداد الوطن الحلم، ليتحول هذا «المنجز الإداري» إلى مصدر إلهام لأجيالنا وسواعدنا البانية هنا وهناك لتنتقل «بصمة» الدرعية إلى الشمال والجنوب والشرق والغرب على امتداد هذا الوطن الكبير فـ»سحور الدرعية» ليس مناسبة رمضانية فقط، بل تحول عبر هذا الإنجاز التراكمي عبر السنوات الأربع الماضية، إلى «قِبلة» إنجاز و»سقف» تميز، ليبقى خالدا في ذاكرة الوطن تعزيزاً لمكانة الدرعية عالميًا لتصبح الوجهة العالمية الأولى ذات العمق التاريخي والتراثي المتميز بأسلوب المعيشة بأصالة الطابع النجدي الفريد، وهنا تذكرت طموح السيد جيري إنزيرلو: «شركة الدرعية تسعى لجعل الدرعية من أهم الوجهات الثقافية الرائدة حول العالم متمحورة حول حي الطريف التاريخي كونه أحد مواقع التراث العالمي المسجل في منظمة اليونسكو، كمنطقة تعبر عن جذور المملكة، كما تُعد الدرعية مكانًا استثنائيًا لاستكشاف تراث المملكة وتاريخها»، وبهذا سيبقى بيننا ومنا شيء من جمال الدرعية فجر الدولة السعودية.