خالد بن عبدالرحمن الذييب
ميزة الإنسان الناجح تحويل المحن إلى منح، إبدال الحسد إلى تحدي ينطلق منه إلى الإنجاز. عندما اكتشف رافاييل أنه عاجز عن رسم أشخاص متحركين مثلما يفعل أنجلو ودافنشي، حوّل نقطة ضعفه إلى قوة، وألزم نفسه الانطلاق إلى المقدمة، وحسب تعبير دوبوتون حوّل جسده المتوحش إلى سماد!.
جميلة تلك القدرة التي تبعدنا عن الحسد، وتحولنا إلى شغوفين بالتفوق، شغوفين بممارسة النجاح، ممارسة النجاح مصطلح في نظري يتفوق على النجاح بحد ذاته، فهناك من يسعى إلى النجاح دائماً، وهذا أمر جيد، ولكن هناك من «يمارس النجاح» فيكون النجاح عنده أسلوب حياة، وليس هدفاً يريد الوصول إليه، فالأول يخطط ويتعب ويجتهد وينجح وأحياناً يفشل، الثاني يمارس ويعيش النجاح لديه استيعاب وفهم لمشكلات وتحديات وصعوبات الحياة أكثر من غيره، يشترك الإثنان في إمكانية النجاح والفشل، ولكن يفرق الإثنان في الخطوات الأولى، فمن يرد أن ينجح يخطط ويتعب، ويجتهد، وهذا ليس عيباً، بل أمر محبذ ومطلوب، ولكن من «يمارس النجاح» فهو لا يخطط ولا يتعب ولا يجتهد، وهذا لا يعني أنه لا يعمل أو مجرد محظوظ، بل القصد في ممارسة النجاح، هو العيش وفق برنامج حياتي منظم، وفعل الصح بصرف النظر عن تبعاته، دون تخطيط لشيء، أو اعتبار ردات الفعل، فمن يقوم بفعل «الصح» يمارس حياته بشكل طبيعي، لا يجامل أحداً على حساب نفسه، ولا يكلف نفسه إلا وسعها، ممارسة النجاح أن تكون حياتك ملكك، لا ملك غيرك، أن تعيشها كما تريد، لا كما يريدها غيرك، ممارسة النجاح هي أنه لو فعل كل الناس الخطأ وساروا بالطريق المنحدرة لا تتوافق معهم طالما أنت مؤمن برؤيتك والطريق لديك واضح، ممارسة النجاح هي الابتعاد عن الطرق الملتوية لأن النجاح سيأتيك دون سعي له إذا مشيت على الدرب الصحيح، فمتجر النجاح ينتظرك على زاوية في أخر الشارع.
ممارسة النجاح مفهوم يتكون داخل عقلك، تفهم بطريقتك لا بطريقة غيرك، هو أن تكون ناجحاً في داخلك سعيداً بذاتك مرتاح الضمير، تنهي يومك بالا يكون في قلبك غلٌ لأحد، ولا يهمك إن كان لإحد غلٌ عليك طالما أنك لم تخطئ على أحد، ممارسة النجاح ألا تفكر بالنجاح لأنه سوف يأتي يوماً ما، وإن لم يأتِ.. فبسلامته..
أخيراً ..
ممارسة النجاح مفهوم مختلف عن النجاح، مفهوم ينبع من داخلك ويدار داخلك، لا مانع أن يفيض على غيرك، وإن لم يشعر به أحد، فيكفي شعورك تجاه ذاتك.
ما بعد أخيراً ..
ممارسة النجاح هي شعورك تجاه نفسك، فمتى ما قدّرت نفسك قدّرك الناس، ومتى ما بحثت عن تقديرهم، قد لا تجده.