إيمان حمود الشمري
يعتبر شهر مارس بالنسبة للصين بداية الموسم السياسي السنوي الذي يتمثل في دورتين سنويتين، عبارة عن اجتماعين لكل من المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهو أعلى هيئة تشريعية في الصين، والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وهو أعلى هيئة استشارية سياسية في البلاد، وعادة ما تعقد الدورتان السنويتان بالتوازي وفي نفس الوقت تقريباً، ولهذا السبب يطلق عليهما مجتمعتين اسم «الدورتين السنويتين»، حيث تستمر ولاية كل من الهيئتين مدة خمس سنوات، يُعقد خلالها دورة كاملة كل عام.
في قاعة الشعب وبحضور حشد إعلامي من مختلف الدول، وتشريف فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، في الجلسة العامة للدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني حيث يتم طرح أهم القضايا التي تعني بها جمهورية الصين الشعبية، مثل: هدف النمو السنوي الذي يعتبر على رأس الهرم كأحد أهم الموضوعات التي يتم البحث والنقاش فيها وتقديم التقارير المفصلة عنه، إلى جانب نقاشات أخرى تخص الناتج المحلي الإجمالي، ومراجعة خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافةً للإعلان عن الميزانيات الحكومية. كما يقوم المجلس الوطني للنواب بسن أو تعديل القوانين، خاصة تلك التي تحمل أهمية كبيرة، بما في ذلك الدستور والقانون المدني وقانون الرقابة وقانون الاستثمار الأجنبي. وسيتم الإعلان عن الخطة التشريعية السنوية مع مراجعة المشرّعين لتقرير عمل اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. بالإضافة إلى ذلك، سيقدم كل من رئيس المحكمة الشعبية العليا ورئيس النيابة الشعبية العليا تقرير عمل بشكل منفصل يوضح أداء الجهة التي يرأسها.
وتبقى الصين بوابة المسيرة التنموية في العصر الحديث وأيقونة الوفاء بالعهود وتنفيذها والتأكيد على أن أقوالها أفعال وليست مجرد خطط مكتوبة على الورق!! لا أحد ينكر أن الصين خططت ونفّذت ونهضت، وحولت مصيرها من دولة كبيرة إلى دولة قوية، تلعب دوراً رئيسياً مهماً على المسرح الدولي.