أ.د.عثمان بن صالح العامر
من الظواهر العالمية التي تتستر بلبوس الفقر والمسغبة، وتخفي خلفها مخاطر أمنية متنوعة ومتعددة، وذات وجوه مختلفة وأشكال متجددة، أثبتتها التقارير الميدانية، وكشفتها الجهات الأمنية ظاهرة (التسول).
ولخطورة الأمر على الاستقرار المجتمعي والأمن الداخلي فقد صدر من مقام مجلس الوزراء الموقر في السابع من شهر صفر هذا العام 1443هـ نظام مكافحة التسول، عقب ذلك صدر مرسوم ملكي برقم (م/ 20) وتاريخ 9-2-1443هـ أوضح عدداً من المواد المتعلقة بهذا النظام .
والمملكة العربية السعودية حين أقرت هذا النظام، وشددت في التطبيق، وضاعفت العقوبات ليس من باب إيصاد أبواب الجود في وجوه محبي الخير أهل البذل في هذا البلد المعطاء، بل سداً لهذه الثغرة الأمنية، وتنظيماً لحركة العطاء الخير في هذا الشهر المبارك بل في بقية أيام العام، فهناك (منصة إحسان) التي تحظى بموثوقية وشفافية عاليتين في استقبال وإيصال التبرعات لمستحقيها بطرق تقنية عالية الدقة تضمن يسر وسهولة عمليات التبرع، بما يكفل دعم قيم الترابط المجتمعي خاصة في الشهر الفضيل الذي يتضاعف فيه الأجر والمثوبة، ويزداد الإحسان، فضلاً عن الجمعيات الخيرية ذات الحسابات الرسمية الموثوقة التي تعرف الفقراء وذوي العوز بالاسم والموقع، علاوة على الضمان الاجتماعي الذي توليه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية جل اهتمامها، والبوابة السعودية للتطوع الخارجي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
لقد دشَّن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، «الحملة الوطنية للعمل الخيري» في نسختها الخامسة، التي انطلقت عبر منصة «إحسان» مساء الجمعة الماضي، بتبرعين سخييّن بلغا 70 مليون ريال، وذلك استمراراً لدعمهما للعمل الخيري وتعظيم أثره؛ حيث جاد خادم الحرمين ب 40 مليون ريال، وتفضل سمو ولي العهد الأمين بتقديم 30 مليون ريال؛ امتداداً لدعمهما السخي غير المحدود للعمل الخيري في المملكة، والحث عليه.
وهذه الحملة «حملة العمل الخيري» السنوية مُنذ انطلاقتها عام 2021 حتى اليوم اتاحة الفرصة لأفراد المجتمع كافة للإسهام في أعمال البر والتكافل المجتمعي، مما يُجسِّد معاني التعاون على الخير في أبهى صُوره تزامناً مع شهر البذل والبر والإحسان.
حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ذخراً وفخراً للوطن والمواطن، وأدام عزنا، وحمى بلادنا الغالية أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، وجمع كلمتنا، ووحدنا صفاً متراص اللبنات خلف قيادتنا المباركة وعلمائنا الربانيين، ونصر جندنا المرابطين في الثغور وعلى الحدود، وجزى الله أهل البذل والإحسان خير الجزاء، وأعان وسدد رجال أمننا البواسل، وأعلى رايتنا في المحافل الإقليمية والعربية والإسلامية والعالمية، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.