د. تنيضب الفايدي
البهجة تراها في وجهه، فهو كاسمه بهجت، عرف بابتسامته الدائمة، قائدا تربويا محنّكا ومربّي الأجيال بكلّ ما تعنيه الكلمة، شخصية تربوية مهذبة ذات خُلُق كبير وتواضع جم، لذا لم يذكر اسمه في مجلس إلا والثناء يتبعه، إنه الدكتور بهجت محمود جنيد رحمه الله تعالى.
ولد الدكتور في مكة عام 1370هـ ونشأ في بيئة تحرص على العلم والتعليم وتقدره، أكمل تعليمه الثانوي في الطائف، وأخذ البكالوريوس في التربية من جامعة الرياض في عام 1974م، وفي عام 1980م حصل على درجة الماجستير في الإدارة التربوية والتخطيط من جامعة بولدر بأمريكا، ثم الدكتوراه في تخصص التربية.
لم يتوقف عند مرحلة معينة بل استمر في تطوير نفسه أكاديمياً ومهنياً.
بدأ مسيرته المهنية معلماً، ثم مديراً لثانوية الحوية، ثم مدير مدارس الهيئة الملكية في ينبع، ثم مديراً للتعليم في محافظة العلا، ثم انتقل إلى المدينة المنورة وعمل مساعداً لمدير التعليم ومديراً للشؤون الفنية حتى عام 1415هـ، ثم تم تكليفه بمهام مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة واستمر حتى تقاعد عام 2009م.
كان رجلاً مخلصاً كرّس حياته لخدمة التعليم، وطوال مسيرته العملية أنجز أعمالاً تركت إرثاً تعليمياً عظيماً وأخرج أجيالاً أبدعت في حقول التربية والتعليم، له إسهامات كثيرة في التربية والتعليم، فمن إسهاماته تطوير المناهج التعليمية وتحسينها، حيث عمل على إدخال تقنيات التعليم الحديثة، والتركيز على تعزيز التفكير النقدي لدى الطلاب، وتطوير برامج تدريب المعلمين، وتوفير بيئة تعليمية مثالية مطابقة مع العصر الحديث حيث المعامل المجهزة والمكتبات الحديثة.
اهتم في فترة قيادته ببناء مدارس جديدة لتلبية احتياجات أبناء الوطن. كما أطلق العديد من البرامج الإرشادية والأنشطة الثقافية والرياضية والفنية للطلاب التي ساهمت في صقل مهاراتهم الشخصية وساعدت في اكتشاف المواهب الطلابية وتنميتها.
كان مثالاً يحتذى في الخُلُق والتواضع والأدب وفي حرصه على تعليم الأجيال وتربيتها، قراراته ساهمت في تعزيز بيئة تعليمية إيجابية مثمرة وإخراج أجيال قادرة على بناء مستقبل مشرق بإذن الله.
قدّم العديد من المبادرات التي ساهمت في تطوير العملية التعليمية في المدينة المنورة وشجعت على الابتكار والتفوق بين الطلاب والمعلمين على حد سواء، كما أحدث تغييراً إيجابياً في مجال التعليم نجد آثاره باقية حتى بعد رحيله.
لم يكن يتوانى عن مدّ يد العون لكلّ من طلب منه العون والمساعدة، خاصةً في القرى ومواقع المدارس التي تشمل بعض الطلاب رقيقي الحال، كان حياته المهنية مثالاً يحتذى به في الإخلاص والتفاني والالتزام والتركيز والجهد المتواصل والملموس لتحسين جودة التعليم للأجيال المقبلة.
لذا لا غرابة إذ انتشر نبأ وفاته في كافة أنحاء الوطن الغالي عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وقدمت الشخصيات تعازيها مبيناً مسيرته العلمية والعملية الحافلة بالإنجازات.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته..