«الجزيرة»- عمار العمار:
التحكيم والحكام والأخطاء التحكيمية هي القضية التي لن تنتهي منذ الأزل، ولكن بعد الاستعانة بالحكام الأجانب أصبحت القضية أقل حدة، وقد تكون منصفة بشكل أكبر وترد على كل من يشكك ويرمي التهم جزافاً على الآخرين.
ففي عام 2004 تمت الاستعانة بالحكام الأجانب لأول مرة لإدارة المنافسات المحلية بداية من نهائي كأس ولي العهد، وامتدت إلى مباريات المربع الذهبي والنهائيات فقط، قبل أن تشمل المباريات المهمة في الدوري والتي تشمل المباريات التنافسية والديربيات في مسابقة الدوري.
ومن هنا انطلق الحكم الأجنبي لإدارة مباريات الدوري والتي بدأت من مباراة الهلال والشباب في الدور الثاني للعام 2007 والتي انتهت برباعية نظيفة للهلال.
وشهد قرار الاستعانة بالحكام الأجانب السماح للأندية بطلب الحكام بشكل تدريجي، فبدأ بثلاثة حكام ثم خمسة، إلى أن وصل السماح للأندية للاستعانة بحكام أجانب بعدد مفتوح.
الحكم الأجنبي هذا الموسم
في موسمنا الحالي، ومع قرار السماح بعدد مفتوح للاستعانة بالحكام الأجانب، نجد أن الهلال ينفرد عن البقية بعدما لعب جميع مبارياته تحت قيادة حكام أجانب، وهو الأكثر فوزاً بحضورهم، فلعب 18 مباراة وفاز في 15 مباراة.
وبلغ عدد الحكام الأجانب هذا الموسم 54 حكماً من 26 دولة، ويتصدر الروسي سيرجي كارسيف قائمة الحكام الأكثر حضوراً بواقع 4 مباريات، فيما حضر 5 حكام أرجنتينيين، فكان الحكم الأرجنتيني من أكثر الجنسيات حضوراً هذا الموسم.
بين حكام النخبة الأوروبية وحكام الدول المغمورة
تشتهر القارة الأوروبية بحكام نخبة كان لحضورهم أثر كبير في رفع مستوى التحكيم في الدوري، ولكن الملاحظ في السنوات الأخيرة حضور حكام من دول مغمورة على مستوى كرة القدم تسببوا في بعض الكوارث التحكيمية، فشاهدنا الحكم الغواتيمالي والسلفادوري واللاتيفي والليتواني والهندوراسي، علاوة على الاستعانة بحكام ليسوا من النخبة مما وضع أكثر من علامة استفهام حول حضورهم.
الحكم الأجنبي طوال تاريخ الدوري
- الأندية الخمسة الكبار (الهلال والاتحاد والنصر والأهلي والشباب) هي الأندية الأكثر طلباً للحكام، سواء على أرضها أو خارج أرضها، وبحسبة بسيطة لحضور الحكم الأجنبي نجد أن الهلال أكثر الأندية لعباً تحت قيادة حكام أجانب، وهو الأكثر فوزاً وتحقيقاً للألقاب، فيما جاء الشباب أقل الأندية الخمسة لعباً تحت قيادة الأجانب، والنصر الأقل تحقيقاً للبطولات بحكام أجانب من بين الأندية الخمسة سالفة الذكر.
- في الجولة (18) من الدوري هذا الموسم، بلغ عدد المباريات التي قادها حكام أجانب 1050، انتهى منها 813 مباراة بالفوز، فيما جاء التعادل في 237.
- تاريخياً ومنذ قرار الاستعانة بالحكم الأجنبي في الدوري فقط، يعتبر الفريق الهلالي أكثر الفرق لعباً للمباريات بحكم أجنبي وذلك بواقع 261 مباراة، يليه الفريق الاتحادي بواقع 204 مباريات.
- حالات الفوز البالغ عددها 813 شهدت فوزاً للهلال في 171 مباراة، فكان أكثر الأندية فوزاً بوجود الأجانب، يأتي بعده النصر بواقع 114 مباراة.
- من بين الخمسة أندية، يعتبر الفريق الاتحاد الأكثر خسارة بحضور الأجانب بواقع 67 مباراة، ثم الأهلي بعدد 57 مباراة.
- سجل الفريق الهلالي أكبر النتائج بحضور الحكم الأجنبي بفوزه بتسعة أهداف في مباراتين، الأولى في موسم 2024 على الحزم 9-0 والمباراة الأخرى كانت ضد الفتح هذا الموسم بنفس النتيجة.
- موسم 2019 شهد أكبر حضور للحكام الأجانب؛ حيث بلغ مجموع الحكام 230 حكماً أجنبياً، فيما أدار 10 حكام محليين المباريات العشر المتبقية.
- بعد عودة الدوري بنظام النقاط عام 2008 وبعد الاستعانة بالحكام الأجانب لمدة 17 موسماً حتى الموسم الماضي، توزعت 8 ألقاب بين 5 أندية هي (الاتحاد والشباب والنصر والأهلي والفتح)، فيما ظفر فريق الهلال بـ9 ألقاب، ويعتبر أكثر الفرق تحقيقاً للألقاب.
من يطلب ومن يرفض الحكم الأجنبي؟
الملاحظ أن بعض الأندية هي الأكثر افتعالاً للإثارة، والأكثر اعتراضاً على قرارت الحكام، ولكنها تلجأ للاستعانة بحكام محليين وترفض حضور الأجانب، في ظاهرة غريبة، على الرغم من كثرة اعتراضها على الحكام والتحكيم المحلي، فمتى احتدم التنافس نجد أن هذه الأندية تبحث عن صافرة محلية، فيما تطلب الأجنبي في حال ابتعادها عن المنافسة.
في الموسم الماضي تنافس الهلال والنصر على اللقب، فلعب الهلال 32 مباراة بحكم أجنبي، بينما لعب النصر 15 مباراة فقط بحكم أجنبي.. وفي الموسم الذي قبله تنافس فريقا الاتحاد والنصر على اللقب، فلعب الاتحاد 29 مباراة، فيما خاض النصر 13 مباراة بحكم أجنبي. هذا الموسم عادت الظاهرة، ولكن بعودة الاتحاد للحكم المحلي، ومعه نجح في مزاحمة الهلال في الصدارة.حيث لعب الاتحاد 6 مباريات فقط بحكم أجنبي و12 مباراة بطواقم محلية، بينما منافسه الهلال لعب جميع مبارياته بحكام أجانب.