عبد العزيز الهدلق
اقتحم النصر الميركاتو الشتوي الذي أقفلت أبوابه نهاية الأسبوع الماضي بأقوى ميزانية في تاريخ الأندية السعودية، ودخل في مفاوضات متعددة مع أندية ولاعبين في أوروبا، وصدم المفاوض النصراوي بأنه يضطر إلى رفع أرقام عروضه للضعف والضعفين وثلاثة أضعاف من أجل الفوز بالتوقيع مع اللاعب الذي يقع عليه الاختيار، ومع ذلك كانت عروضه تقابل بالرفض!
حيث رفض الياباني ميتوما العرض الأصفر الذي تم تدبيله أكثر من مرة، وكان يقابل في كل مرة بالرفض سواء من اللاعب أو ناديه برايتون الإنجليزي. وكذلك النيجيري فيكتور بونيفاس لاعب بايرن ليفركوزن الألماني الذي رفض كل العروض النصراوية رغم أنها تتضمن حلماً مالياً لأي محترف.
وكان المفاوض النصراوي يعتمد إلى جانب العرض المالي المغري على اسم لاعب الفريق الأسطورة العالمية كريستيانو رونالدو، ليكون معزِّزاً ومحفِّزاً لقبول العرض. وحتى هذا العامل المحفِّز والمعزِّز لم يكن كافياً لإقناع أولئك اللاعبين؛ لأن لديهم مستشارين يدرسون مسيرة أي ناد يقدم عرضاً للاعب، فعندما يجدون أنه بعيد عن البطولات منذ سنوات، فنادراً ما يلتفتون لمثل هذه العروض، وحتى مع وجود رونالدو منذ سنتين، فإن السؤال يقفز أمامهم بقوة: لماذا لم يحقق الفريق أي بطولة بوجود الأسطورة؟! وهذا يكون معزِّزاً أيضاً لاتخاذ قرار الرفض.
لينتهى الميركاتو النصراوي في لحظاته الأخيرة بصفقة يتيمة بالحصول على توقيع اللاعب الكولومبي فيكتور دوران.
ورغم أن الميزانية النصراوية للميركاتو كانت وفيرة وسخية، إلا أن الاستقطاب لم يكن بحجم ما توفر من مال، فقد كان المشجع النصراوي يتطلع لاستقطابات أفضل مما تم، كما أن المنافس تنفس الصعداء أن الاستقطابات الصفراء انتهت إلى ما انتهت إليه، فحصيلة النصر في الميركاتو كانت مجرد استبدل تاليسكا بدوران فقط! وبالتالي فلن يكون هناك تغيير ملموس على خارطة الفريق.
لقد كانت ردود الرفض الأوروبية من لاعبين وأندية مربكة للنصر الذي كان يخطط لإعارة ويسلي للرائد مقابل انتقال زكريا هوساوي، وتسجيل دوران مواليد ثم استقطاب لاعب فوق 21 سنة. كما كان هناك مخطط لإعارة ساديو ماني وإحضار بديل، ولكن الوقت مضى فلم يكن يتسع سوى لدوران وإنهاء الصفقة معه بأي ثمن. فبقي ماني وويسلي ضمن قائمة الفريق، ولم يحضر زكريا.
وانتهت حكاية الميركاتو الملياري بغير ما يشتهي المشجع النصراوي.
زوايا
** منذ تأسيسه والهلال يعاني الأمرين من التحكيم المحلي، الذي بأخطائه المتكررة سلب الهلال نتائج مباريات وبطولات، ما لا يمكن حصره بسهولة، ولهذا عندما تم إقرار الاستعانة بالحكم الأجنبي (2003) فقد تقلّصت الأخطاء التحكيمية وتصاعدت بطولات الهلال، وتضاعفت انتصاراته المباشرة أمام جميع الأندية، لهذا هربت الفرق المنافسة من الحكم الأجنبي والتجأت للحكم المحلي الذي وجدت معه ارتياحاً كبيراً. وبقي الهلال وحيداً في ساحات المنافسة الذي يطلب الحكم الأجنبي في كل مباراة، ويلح في طلبه على أن يكون الحكم من النخبة العالمية.
** الفرق المعروفة بتفضيل الحكم المحلي لمبارياتها عندما تتواجه مع بعضها البعض تطلب حكماً أجنبياً!
** النصر أحضر فوفانا كلاعب في خط الوسط الموسم الماضي وأعاره للاتفاق ثم استغنى عنه تماماً، ولكنه لم يحضر بديلاً، فهل كان التعاقد مع لاعب وسط خطأ؟! أم أن إغفال إحضار بديل هو الخطأ؟! كم لاعباً حالياً في خط وسط النصر؟!
** إدارة الهلال، الصمت تجاه الأخطاء التحكيمية لا يجدي، فلا بد أن يسمع الجمهور صوت عدم قبول ما يحدث، لا بد أن يشعر الجمهور أن الإدارة تتفاعل معهم. هل احتجت الإدارة على الأرجنتيني حكم نهائي الكأس داريو هيريرا؟! لا. هل احتجت على الحكم السلوفيني راد أوبرينو فيتش؟! لا. لذلك جاء الحكم النمساوي جوليان وينبيرجر أمام القادسية بما لم يأت به الأوائل.
** يحسب لـ جيسوس ضمن مزاياه المتعددة والكثيرة أن حماسه لم يفتر، وهو يسير على رتم واحد من القوة والصرامة منذ مجيئه، لذلك نادراً ما يهبط أداء الهلال كمجموعة، أو بهبط مستوى لاعب واحد مدة طويلة.
** عندما قال المدير الفني في رابطة دوري المحترفين: إن الهلال سيواجه تحديات في الدوري، وأتمنى أن يواجه تحديات لأن ذلك في مصلحة الدوري! هل علّقت الإدارة على ذلك؟!
** اللاعب الذي يفتقده الهلال منذ رحيل النملة الذرية جوفينكو هو لاعب على شاكلته، وكذلك من طراز طارق التايب، وتياجو نيفيز، لاعب المناورة في منتصف الملعب، وقائد الهجمات من العمق، وصانع تمريرة الهدف، حيث يحاول جيسوس حالياً تعويض ذلك النقص بتكليف مالكوم أحياناً، وكذلك سافيتش لأداء نفس الدور، ولكن هذا الدور له لاعبون ذوو صفات فنية خاصة، وهذا ما يجعل الهدف الهلالي بتمريرة من العمق نادر جداً.