فهد المطيويع
وما زال الضجيج مستمراً في موضوع الدعم واختلال ميزان عدالة المنافسة، التي أصبحنا نسمعها كثيراً خاصة بعد كل تعاقد جديد لنادي الهلال أو عندما يكون الهلال طرفاً في أي شيء يخص الدعم وزيادة الدخل.
وفي اعتقادي أن هذا الضجيج ليس إلا معزوفة جميلة تروق كثيراً للمعنيين بالدعم والاستقطاب، وتطرب إليها آذانهم رغم تأثير تبعاته السلبية على المشهد العام، فيكفي أن نعرف أن استمرار هذه الفرضيات وتكرارها يفقد الثقة بهذا الدوري واللجان القائمة عليه، ناهيك عن التأجيج المستمر في ظل غياب المعلومة، وكأنهم لا يعلمون أن تجاهل هذا الموضوع يؤثّر بشكل مباشر في الإيمان بهذا المشروع ودعمه ومساندته من قبل الوسط الرياضي بجميع مكوناته وكياناته.
أستغرب في الحقيقة مثل هذا التجاهل وعدم الاكتراث على الرغم من كثرة ما يُقال حول عدم عدالة الدعم رغم فداحة الاتهام! ولن أبالغ لو قلت إن هذا الهراء أصبح من الثوابت، بل هناك من يعتبره حقيقة دامغة في ظل عدم التوضيح والتجاهل المتعمد.
السؤال: هل المعنيون بالموضوع يريدون تعزيز هذا الشيء وترسيخه لحاجة في نفس يعقوب؟! بصراحة الوسط الرياضي لا يحتمل المزيد من هذا التأجيج رغم أنه لا يُلام فيما وصل إليه من قناعة في ظل استمرار الصمت غير المبرر، رغم كل هذا التشكيك! لو دخلنا في التفاصيل لوجدنا أن هناك من يروّج وهناك من يستمع ويصدق، وآخر لا يهتم كثيراً بما يتم تناقله في الوسط الرياضي؛ لأنه يرى نفسه أكبر من أن يرد على هذه الشائعات أو الفرضيات أو سمها ما شئت.
ولو دققنا في المشهد الحالي لوجدنا أن من يروّج لهذا الموضوع ويقف خلفه هم إعلاميون في ثياب مشجعين، استغلوا غياب المعلومة لمحاربة الهلال وإنجازاته وما زالوا يستغلون كل مناسبة لإكمال هذه المسيرة التي يتوارثها كل من عنفه هذا الهلال، أما المستمعون فهم بعضهم سلم واستسلم لصوت اللا معقول وأصبح يمشي بأسلوب القطيع بعيداً عن المنطق، وكما يُقال (معاهم معاهم عليهم عليهم)! وحتى هؤلاء للأسف أكثرهم يحركهم كرههم للهلال وسنين الحرمان.
الحقيقة الدامغة والثابتة والتي نعرفها هو أن الهلال مختلف عن الآخرين قبل وبعد الصندوق فهو الأعلى دخلاً والأقل ديوناً (ومشاكل) والأكثر بطولات وتشريفاً للكرة السعودية.
الحقيقة الأخرى هي أن هناك أندية وصلت ديونها قبل الدعم لأرقام خيالية، وكانوا مهددين بالهبوط بسبب ذلك، تم تسديد ديونهم أكثر من مرة ودعموا بعد ذلك بمبالغ فلكية، ومع ذلك يجحدون عمليات الإنقاذ المتكررة! وأخيراً وليس آخراً سيستمر العزف على هذا الوتر كلما زاد توهج الهلال وزادت إنجازاته.
نقطتان متفرِّقتان
- في اعتقادي أن النقل التلفزيوني والحكم المحلي ندوب تشوِّه وجه الدوري السعودي، فهما يسيران بشكل متوازٍ، ولا يمكن أن يلتقيا في نقطة الوصول للمأمول من هذا التغيّر الدراماتيكي لهذا الدوري الضخم، المحصلة النهائية للمشهد الحالي يقول: هناك لجان تعمل بكفاءة وهناك أخرى لا تملك الخبرة ولا الكفاءة للتناغم مع البقية! لهذا نتوقع استمرار هذا السير الأعرج ما لم يتم تدارك الموضوع، بصراحة دورينا يستحق الأفضل.
- ذهب نيمار، وسيبقى من يترقب الشائعات ويتلقفها من منصات التواصل الغربية بكل أشكالها، أتمنى أن يفهم هؤلاء الفرحون أن ليس كل ما يُقال حقيقة، وخصوصاً أن هناك من لا يحب الخير لهذا البلد وأهله وأنهم لا يتوانون عن قول أي شيء في سبيل تشويه كل شيء لدينا، فضلاً لا تساعدوهم على تحقيق أهدافهم فالحاقدون كثر، كفانا الله شرهم.