بفضل الله تمكن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم من إنقاذ طفل حديث الولادة يبلغ عمره «72» ساعة من الشلل المحتم، بعملية جراحية نادرة ومعقدة، تم فيها بنجاح إزالة تشوه خلقي أسفل العمود الفقري يسمى Myelomeningocele ، ونتج عنه تعري النخاع الشوكي والأعصاب السفلية للعمود الفقري، مع التصاقات حادة للأعصاب.
ذكر ذلك د. ناجي مسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب، رئيس الفريق الطبي المعالج. وأضاف أن الطفل أسعف إلى المستشفى كحالة طارئة وأكدت المعاينة السريرية والفحوصات الطبية الإشعاعية، خروج الأعصاب وقشرة النخاع الشوكي، وتجمعها تحت الجلد مع تقرح بالجلد، الأمر الذي كان ينذر بانفجار التكيس وخروج سائل العمود الفقري، وإصابة الطفل بالشلل المحتم، إضافة إلى أنه كان يعاني من ضعف في الأطراف السفلية، وكذلك التصاق النخاع الشوكي والأعصاب بالعمود الفقري Tethered Cord ، والتصاقات شديدة للأعصاب الطرفية أو ذيل الحصان في الجلد والعضلات.
واستطرد د. مسعود قائلاً إن الفريق الطبي بعد مناقشة الحالة قرر إجراء عملية جراحية عاجلة للحيلولة دون حدوث مضاعفات، مع اتخاذ الكثير من الإجراءات التحوطية، وتم تحرير كل الأعصاب من الالتصاقات باستخدام ميكروسكوب بانتيرو Pentero، ثم تم تغطية غشاء النخاع الشوكي بعد إرجاع كل الأعصاب سليمة إلى القناة العصبية وقناة النخاخ الشوكي، وإصلاح وإقفال غشاء النخاع الشوكي، وفي المرحلة الأخيرة تم خياطة الجلد بعملية تجميلية أزالت التشوهات الجراحية. واستمرت العملية نحو «3» ساعات وانتهت - ولله الحمد - بالنجاح التام، ونُقل الطفل بمؤشرات حيوية جيدة إلى العناية المركزة لحديثي الولادة، ثم نقل إلى غرفة التنويم حيث تحسن خلالها بوتيرة سريعة، وغادر المستشفى بعد «5» أيام بحالة صحية جيدة.
ولاحقاً أكدت فحوصات ما بعد العملية إزالة التشوه الخلقي بشكل كامل، وإرجاع كل الأعصاب سليمة إلى وضعها الطبيعي في القناة العصبية، وقناة النخاع الشوكي، ونتج عن ذلك إزالة الضعف عن الأطراف السفلية.
ووصف د. مسعود الحالة بأنها نادرة وغالباً ما تعود أسبابها إلى زواج الأقارب، مضيفاً أن نجاح العملية جنَّب الطفل الإصابة بالشلل، إضافة إلى أنه تأكيد على تميز المستشفى، والتجهيزات المتقدمة التي تتيح تقديم الحلول العلاجية لمثل هذه الحالات النادرة والمعقدة.