سليمان الجعيلان
نعم، لماذا النصر بالذات تميز عن بقية الأندية بالتعاقد مع لاعب عالمي قبل بداية مشروع استقطاب اللاعبين العالميين بعدة أشهر، كما حدث في تعاقد نادي النصر مع لاعبه كريستيانو رونالدو، وكما تحدث سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بكل مصداقية وشفافية في حواره المطول مع (راديو ثمانية) بأنه مُنذ البداية كانت المفاوضات مع كريستيانو رونالدو من أجل الانتقال إلى النصر؟! وبالفعل لماذا النصر بالذات تفرّد عن بقية الأندية بتعيين لاعب سعودي سابق رئيساً تنفيذياً لنادي النصر، وهو ماجد الجمعان، الذي سبق وأن شغل منصب المدير التنفيذي لنادي نيوكاسل الإنجليزي، مما أكسبه خبرة دولية واسعة في الإدارة الرياضية، مما قد يوحي بأنه كان لتجهيزه وتحضيره لهذه المرحلة!
وفعلاً لماذا النصر بالذات استأثر بمخاطبات ومطالبات لجنة الحكام لإبعاد بعض الحكام الأجانب المتميزين والبارزين في أوروبا عن مباريات فريقي الهلال والنصر كما حدث في الخطاب الشهير موسم 2018 ليس هذا فحسب، بل وفي الاتفاق مع لجنة الحكام لتحديد الدول التي يُستقطَب منها حكام مباريات النصر، كما تحدث ماجد الجمعان الرئيس التنفيذي لنادي النصر في حسابه الرسمي على منصة إكس الثلاثاء الماضي؟!
وحقاً لماذا النصر بالذات تخصص بأن يكون الأكثر دعماً في التعاقدات الأجنبية منذ انطلاقة برنامج استقطاب النجوم، وأن يصبح ضمن الأعلى إنفاقاً في الانتقالات الصيفية الماضية ليس على مستوى الأندية المحلية فحسب، بل وحتى على مستوى الأندية الأوروبية فضلاً عن فسخ عقود بعض لاعبيه الأجانب دون معايير واضحة أو مقاييس مفهومة تتماشى مع خطط وأهداف البرنامج؟!
وأخيراً وصدقاً، هل النصر حقق بطولة دوري أبطال آسيا مرتين منذ بداية الدعم الحكومي كما فعل الهلال؟! بالطبع لا.. وهل النصر كانت لديه مشاركة في بطولة أندية العالم كما كان لدى فريق الاتحاد الموسم الماضي؟! أيضاً لا.. طيب وهل النصر سيشارك كممثِّل لكرة القدم السعودية في النسخة الأولى من بطولة العالم للأندية الصيف القادم في الولايات المتحدة الأمريكية؟! بالتأكيد لا.. إذاً لماذا وإلى متى النصر بالذات يجد هذه الحظوة غير المعقولة ويحظى بهذه المعاملة غير المقبولة؟!
الجواب بالطبع لدى مسيري ومسؤولي المؤسسة الرياضية الذين يُنتظر منهم ويُفترض عليهم عدم التجاوب مع ثقافة المظلومية المزعومة والتي باتت في كل صفقة أو قضية توظَّف للحصول على معاملة استثنائية عن بقية الأندية، وهو بالمناسبة ما دفع جماهير وإعلام الأندية الأخرى لاستخدامها واستغلالها، وأعني هنا ثقافة المظلومية المزعومة في مطالبهم ومناشدتهم لدعم أنديتهم بالصفقات والتعاقدات الشتوية والسبب بكل بساطة وصراحة لأن هؤلاء الجماهير والإعلام وجدوا مدى نجاحها وجدواها في تحقيق وتنفيذ جميع مطالب النصر بالذات!
السطر الأخير
ما ذكره المذيع الرائع عبدالرحمن الحميدي عبر برنامجه (برا 18) بأن لجنة الحكام في اتحاد القدم أوقفت كل من الحكمين سامي الجريس وعبدالرحمن السلطان؛ على أثر الأخطاء التحكيمية المؤثِّرة في مباراة الاتحاد والرائد ضمن الجولة الـ18 من دوري روشن للمحترفين ما هو إلا ردة فعل متأخرة من لجنة الحكام في مساءلة ومحاسبة بعض الحكام المحليين الذين ظلوا كما هم لم يتغيّروا ويتطوروا، حتى في ظل وجود تقنية الفيديو التي يفترض أنها تغطي على تواضع أدائهم وفشلهم في سلك التحكيم، ولكن هذا هو التحكيم المحلي وهذه قدراته، ولذلك على لجنة الحكام أن تعلم وتعي بأن الحل الوحيد هو الاستعانة بالحكام الأجانب المتميزين والبارزين في أوروبا، وليس الإصرار والاستمرار على الاستعانة بحكام أجانب متواضعين في الإمكانيات والقدرات والخبرات التحكيمية، من أجل عدالة المنافسة، بل ومن أجل صورة وسمعة كرة القدم السعودية. نقطة آخر السطر.